ناهد السيد .. سيدة الصبر
ناهد السيد
هي سيدة القوة والصبر .. التى تعانق الألم منذ سنوات بمنتهى الرضا .. تحكى له حدوتة قبل النوم وتهدهده كطفل يتيم اختارها أما؛ فرضت بقضاء الله وقدره .. لم تلم حظها يوما .. لم تختفى ابتسامتها ابدا ..
حتى والألم ينهش قواها ويبدل ملامحها .. قررت أن تكتب عنه وله لتعطينا جميعا درسا وعبره ..
ناهد السيد التى هي اكبر من اى لقب .. فلا يليق باسمها القاب مهما علت .. ستظل حروف اسمها اجمل وأعظم ..
تلك المرأة التى تنبض بالحياة .. صاخبة القلم الرشيق .. إحدى كاتبات مؤسسة الأهرام العريقة. والتى هاتفتها ذات مساء وانا الكاتبة المجهولة التى لا يعرفني سوى قليل .. طلبت منها بخجل متحصنة بزمالة القلم وعلاقة ود ومحبة تربط بينى وبين زوجها الاخ والصديق الكاتب الصحفي اشرف عبد الشافي ..
فرقتها وحلاوة كلماتها وعذوبة كتابتها جعلتني اتمنى أن تشرفني في حفل توقيع كتابي الثالث (أنوثة) الذي صدر في ٢٠١٤ وضم نصوصا نثرية عن المرأة وأحوالها .. فردت بترحاب ووعدت واوفت وكانت أول الحاضرين والداعمين .. بابتسامة طيبة طلت على المكان الضيق فازداد رحابة ..
كلماتها الصادقة ونقدها البناء وضحكتها التى تخرج دوما من القلب؛ كانت جميعها اسباب لمد جسور المحبة بينى وبينها حتى لو لم يتكرر اللقاء منذ ذلك الحين.. اسباب جعلتنى اتابعها دوما وادعوا لها من كل قلبي بانتصارها في معركة اختارها القدر لها.
لتواجه وحدها مرض نادر يهاجم أجهزة جسدها المختلفة .. أصابها بالشحوب ونقصان الوزن وضعف البنية لكنه لم يصب روحها المشرقة ولا قلمها الرشيق ولا إيمانها بزوال المحنة في يوم ما..
فيوم بعد يوم تقاوم ناهد الذئبة الحمراء بالعلاج والكتابة والامل الذي لم تفقده يوما في رحلة عناء دامت لسنوات لم تتنازل فيها عن قلمها الذي دخل معارك صحفية مختلفة انتصرت فيها للحق.
وواجهت الفساد بكل قوة لا تليق بمريضة منهكة لكنها حتما قوة تليق بناهد. وكما تسلحت ناهد في معركتها مع المرض بقلمها وكلماتها ..
تحصنت بامومتها .. فلم تتخلى عن دورها كأم ترعى نجمتين وقمر .. وزوجة رجل من اشرف رجال بلاط صاحبة الجلالة ..
زرعت ناهد في بناتها حب المغامرة والايمان بالأمل فكانت الداعم الاول لمشروعهما الصغير .. ساقية بيفرلي تلك المساحة الرحبة التى أعادوا تشكيلها بايديهم وفتحوا أبوابها لاستقبال المواهب وممارسة الفنون المختلفة لتكون متنفس لاصحاب الأرواح الهائمة في سماء الفن ..
وبرغم التعب ترى ناهد حاضرة دوما توزع ابتساماتها على الجميع.. تمنحهم الامل و تجسد المعنى الحقيقي للقوة والايمان برحمة الخالق ..فادعوه معى بان يمن عليها بالشفاء العاجل فالالم لا يليق بها ..
ناهد السيد لكى منى كل الحب ودمتى قوية.