زياد الأعرج يكتب : فلانتينو .. رامي إمام يقضي على أسطورة الزعيم بتوقيع أيمن بهجت قمر

أسطورة الزعيم

انتظر أنا ومعظم مشاهدو التلفزيون في الوطن العربي، الفنان عادل امام من العام للعام ..

عن نفسي أخوض عشرات الجدالات مع زملاء المهنة قبل المشاهدة، دفاعا عنه وعن تفرده الذي أراه بعين تضع الاعتبارات

لتاريخه وقيمته وما يحمله من موهبة معقدة واستثنائية وغالية.

ولكن ..

ولكن من قال غياب الوعي أمر من المستحيل أن يجتمع في موقف واحد مع الخبرة والموهبة ؟

من قال ان النجومية ضمانة للنجاح المتواصل ؟

ومن قال أن التاريخ يغفر لأصحابه أخطاءهم الأحدث ؟

من يمكن أن يغمض عينه هذه المرة عن هذا الكم من “الاستهبال” والاستهانة بنا جميعا نحن الذين صفقنا لعقود

وشجعنا ودعمنا ودافعنا عن عادل امام حتى في أعتى مواقف الهجوم عليه.

كيف يمكن أن نستمر كالقطيع وراءه مسلوبين الذائقة ومضللين لعقولنا لمجرد الرغبة في التعاطف معه ؟

وأي تعاطف ذلك يصلح ليصف علاقة مبنية على الاحترام المتبادل بين نجم ومحبيه .. نجم لم يضع هذا الاحترام صوب عينه حينما وضع ثقته في ابنه ووافق على تصدر اسمه لهذا العبث الأقصى ؟

نعم أتحدث عن أحدث أعماله التلفزيونية “فالنتينو” (أو فلانتينو) الذي صدمني مستواه الفني ومدى تدني المحتوى بمعايير العصر الواضحة.

بعض المشاهد بتطلعك عليها بعين مشاهد عادي تشعر بالغضب، لأن هؤلاء من صنعوا هذا العمل استعانوا بك وراهنوا على غباءك أو ضآلة عقلك أو غياب ذوقك ووعيك ..

راهنوا على ذلك لدرجة أنهم مرروا بكل رحابة صدر عشرات المشاهد الساذجة .. اكسسوار معيوب، أخطاء راكور بالجملة ..

سيناريو ضعيف مصاب بالسل في صدره ..

تظل تشاهد وتشاهد، ليتأكد لديك شعور بأنه من المستحيل أن يكن هناك مخرج حقيقي موجود حضر كل هذا العبث ووافق على اعتماده !

العنصر الوحيد الذي تمت صناعته بمستوى معقول كان الموسيقى التصويرية.

نعم غير مدهشة، ولكن على الأقل ليست معيوبة مثل بقية عناصر المسلسل.

في بداية الموسم الرمضاني، كنا نلوم على صناع المسلسلات الساذجة “رجالة البيض” و”فقر دياب” صناعتهم لأعمال “لزجة وثقيلة كالبيض” ونسبها للكوميديا ..

ولكن من منا كان يتوقع أن ايمن بهجت قمر بموهبته التي لا جدال عليها .. من الممكن أن ينضم لصنف “المستهترين”

ويكتب كل هذه الافيهات “الماسخة” لأبطال مسلسل فالانتينو ؟

في الحلقة التاسعة، مجرم يسأل مساعده عن اسم الرجل الذي أخذ طليقته “نور” أو داليا البحيري، فيخبره مساعده “اسمه على اسمها” ويكرر المعلومة مرات.

ولكن الأول لا يستطيع أن يستوعب، فيسأله مرة تلو الأخرى بتعنيف ووعيد.

فيغير مساعده الإجابة ليقول له “الرجل اسمه نور محمد احمد فلانتينو” فيرد عليه المجرم بنفس الكلمة “طب ما تقول اسمه على اسمها”.

.. هذا الحوار .. من المفترض أنه مضحك ؟؟؟

هل هناك اي شخص عاقل واعي من الممكن أن يضحك على هذا “الخبل والهبل” الذي يحاول ايمن بهجت قمر تمريره لنا جميعا على أنه كوميديا ؟؟؟

أي كوميديا تلك التي تعتمد على ثقل الظل والسخافة والسماجة ؟!

وفي أي ثقافة أو مستوى اجتماعي ممكن أن يضحك اي انسان على افيهات مشابهة ؟

مزيد من الأسئلة “اجاباتها تخجل” ولكن لفني المكياج :

هل قابلت في حياتك ست شعبية فقيرة الحال كشخصية داليا البحيري .. تعيش في أحد حواري مدينة صغيرة مثل طنطا وشعرها مفرود ومصفف طول الوقت وأسنانها ناصعة البياض وفيها “فينير” ؟

سامحوني اذا قررت أن أقف هنا وأتوقف عن مزيد من سرد الأخطاء، هذا الجدال لا ناقة ولا جمل من وراءه .. المسلسل عرض وتم احتسابه كنقطة سوداء في مشوار الزعيم.

نقطة.

أسطورة الزعيم