رغم تصعيد جنبلاط .. اتفاق عين التينة لازال قائما

رغم تصعيد جنبلاط .. اتفاق عين التينة لازال قائما

أثارت مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الأخيرة عدداً من التساؤلات حول الأسباب والتوقيت

فالرجل الذي دعا إلى ترك “الممانعة” تحكم وحدها، وحمّل سوريا مسؤولية وصول “نيترات الأمونيوم” إلى لبنان

كان قد رفع سقف المواجهة، حيث شعرت قوى أساسية في 8 آذار بأنّ جنبلاط قرر لعب دور “رأس الحربة” في مواجهتها.

 

تواصل بين حزب الله والإشتراكي

البلبلة التي أحدثها رئيس “التقدمي” جعلت الأنظار تتّجه إلى علاقته بحزب الله، وهو الذي يحاول بشكل دائم إبقاء خيوط التواصل قائمة بينه وبين الحزب

ويساعده بذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لطالما كان الراعي لهذه العلاقة، إذ تُشير “مصادر مطّلعة” إلى أن تواصلاً

بين الحزبين قد حصل في الساعات الماضية لأجل محاولة ضبط الخلاف.

وتشير المصادر إلى أن “عتب” حزب الله على التقدمي الإشتراكي ليس مخفياً على أحد

خصوصاً أن مواقف جنبلاط الأخيرة جاءت في توقيت إقليمي حسّاس، أعادت الجميع بالذاكرة إلى مواقف سابقة له يوم كان الإنقسام السياسي في البلد قد بلغ أوجّه

لافتة إلى أن بعض حلفاء حزب الله يعتبرون أن “التصعيد الجنبلاطي” يرتبط بمساعي يقوم بها الرجل لترتيب علاقته بدول عربية

وبعضهم يعتبر أن جنبلاط أراد توجيه رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة بشأن استعداده للعب دور متقدّم في المرحلة المقبلة.

وتشدّد المصادر على أنّ حزب الله الذي يتفهّم مواقف جنبلاط في كثير من الأحيان، لم يكن مرتاحاً للمواقف الأخيرة، وهو أبلغ

جنبلاط بذلك عبر وسائل التواصل المعتمدة.

 

إتفاق عين التينة لا يزال صامداً

بالمقابل تكشف مصادر قياديّة في الحزب التقدمي الإشتراكي أنّ “التواصل مع حزب الله لم ينقطع في يوم من الأيّام حتى في

الفترة التي سبقت الإجتماع الشهير الذي عقد في عين التينة”

مع الإشارة هنا إلى أنّ في ذلك اللقاء تم الإتفاق على أن تكون اللجنة الرباعية المكونة من حسين الخليل ووفيق صفا وغازي العريضي ووائل أبو فاعو.

هي المسؤولة عن التواصل بين الحزبين، لتنظيم الخلافات وترتيب اللقاءات وتوضيح وجهات النظر ولا تزال كذلك.

وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “هناك اتفاق ثابت بيننا وبين حزب الله على التباحث في كل المواضيع ولكن على القطعة

كما هناك تعاون أيضاً في ملفات محدّدة لا سيما على المستوى النيابي ومثال على ذلك أحد القوانين التي قدّمت مؤخراً بالتعاون

بين كتلتي الطرفين بشأن الأساتذة المتعاقدين في المدارس”.

تؤكد مصادر “الإشتراكي” أن الإتفاق مع حزب الله على تنظيم الخلاف لا يزال قائماً

أما بالنسبة إلى الخلاف الأخير فلم تؤكد المصادر حصول تواصل بشأنه ولم تنفه، مشيرة إلى أن “الخلاف الأساسي مع حزب الله هو حول إدارة الدولة وليس حول ضرورة استمراريتها ..

وبالتالي مهما حصل لا يجب أن يصل الخلاف إلى مرحلة هدم المؤسسات”.

ترفض مصادر “التقدمي الإشتراكي” الحديث عن “مشاريع مواجهة” في لبنان، لأن البلد لا يحتمل ذلك

وبالتالي لا داعي للحديث عن “رؤوس حربة”، ولا داعي لتحميل مواقف جنبلاط ما لا تحتمل.

محمد علوش