6 تحديات أمام حفظي لحفظ ماء وجه القاهرة السينمائي
مع كل عام جديد تتجدد فيه ثقة وزارة الثقافة في المنتج محمد حفظي لتولي قيادة مهرجان القاهرة السينمائي، تتجدد التحديات والمآزق التي يواجهها حفظي بالرغم من اسلوب ادارته المبتكر ولجوئه الدائم لمصادر دعم وحلول واسعة النطاق.
هذا العام ومع قرب انطلاق الدورة 41 من المهرجان السينمائي الأهم والأعرق في المنطقة العربية، يواجه حفظي شائعة قاسية تتعلق باحتمالية رحيله بعد دورة هذا العام.
انطلقت هذه الشائعة في البداية من كواليس سهرات وجلسات الجونة، وقت الدورة الأخيرة للجونة السينمائي.
وما ساعدها على الانتشار كان الهجوم الفلسطيني من جانب على فيلم “أميرة”، والهجوم الصحفي من جانب آخر على فيلم “ريش”، والفيلمان شارك في انتاجهما حفظي !
مجاورة اسم حفظي لاتهامات نالت الفيلمين مثل “التطبيع” أو “التمويل الصهيوني” أو “تشويه سمعة مصر”، دفع باسمه الى دائرة الملاحظة والمراجعة.
رغما عن كل انجازاته الواضحة والمضيئة في مجال السينما. ورغم هدوء كل العواصف المرتبطة بالفيلمين الذين شارك في انتاجهما.
الا أن الشائعات وجدت طريقها للقاهرة، خاصة مع دخول الشركة المتحدة بقوة الى مجال السينما وما يردد عن خطتها للمنافسة والسيطرة على الكيانات الناجحة والرابحة مثل شركات محمد حفظي.
واستمرار حفظي في الحفاظ على مكانته كمنتج وموزع سينما، يعتبر قضية هامشية بجانب وظيفته رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وكل ما يشاع ويروج له عن الاطاحة به من هذا المنصب سيكن مرتبطا بشكل واضح بانجازاته هذا العام
ما يجعل هذه الدورة من المهرجان اجمالا هي الدورة التي تشكل التحدي الأكبر أمام حفظي .. فما الذي يرتب له لخلق مساحة من الرضا والنجاح الملموس ؟
محمد حفظي يواجه شائعات الإقالة بمزيد من الابتكار في مهرجان القاهرة
التحدي الأول : كوتة الصحافة
أهم وأكبر مشكلة واجهها المهرجان في السنوات الأخيرة كانت تحديد نسبة معينة من التذاكر للصحافة، نسبة لم تكن تكفي المطلوب
والنتيجة كانت عشرات الشكاوى والأخبار المنشورة عن سوء التنظيم وعن التذاكر المباعة بالكامل دون وضع الصحافة في الاعتبار.
هذا العام أصلح حفظي الموقف أولا بعقد جلسة ودية مع بعض الصحفيين ليخلق جسورا طيبة ومباشرة من التواصل.
وحاول اشراك الصحافة في التحدي الذي يعيشه لتوفير تذاكر الأفلام للنقابات والطلبة والصحافة، في نفس الوقت الملزم فيه بادخال بعض الربح ببيع 50% على الأقل من التذاكر للجمهور واتاحة الأفلام أيضا للعامة.
ومقابل استيعاب الاعلام للضغوط التي يواجهها، أعلن حفظي ثانيا عن رفع نسبة كوتة الصحافة وفصلها عن النسبة المخصصة للنقابات والطلبة.
كما وضع آلية تضمن أولوية دخول الصحافة لأي مقاعد اضافية في اي فيلم، حال لم تتم بيع تذاكره بالكامل.
كما أعلن عن اجراءات آخرى للسيطرة على اسلوب توزيع التذاكر، بداية بتغيير الشركة المسئولة عن “سيستم” الحجز واللجوء الى “تذكرتي” عوضا عن “تيكتس مارشيه”.
وصولا الى اتباع اسلوب غربلة جديد في انتقاء الصحافة المسموح لها بحضور المهرجان وحجز التذاكر، حيث كان يتم اهدار أغلب التذاكر العام السابق بسبب ازدياد عدد “كارنيهات” الصحافة دون سقف أو محددات لقبول الراغبين في التغطية.
التحدي الثاني : الضيوف المخطوفة
ينشيء المهرجان كل عام قائمة بكامل ضيوفه سواء مصريين أو عرب أو أجانب، باختلاف صفاتهم كصناع سينما أو ممثلين أو خلافه.
ويتيح المهرجان لقاءات مرتبة للإعلام مع ضيوفه، ولكن الموقف الغريب الذي تكرر كان تعارض هذه الترتيبات مع أعمال شركات “البي ار” أو الشركات الخاصة التي تتولى ترتيب حملات اعلامية لبعض الضيوف.
فلا تلتزم الضيوف باتفاقها مع المهلاجان وتعرضه للحرج مع الصحافة، مقابل الانصياع للشركات الخاصة التي تخطفهم وتحركهم باستراتيجية منفصلة.
هذا العام أعلن حفظي نهاية هذه المهزلة مشددا على ان الضيف الذي لن يلتزم بخطة المهرجان لدعمه اعلاميا وسيقحم الشركة الخاصة به، سيخرجه المهرجان فورا من حساباته.
التحدي الثالث : غياب النجوم
بالنظر الى أعوام كثيرة سابقة وبعيدة، كانت السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة السينمائي تستقبل أكبر وألمع الأسماء العالمية،.
قل تواجدهم تدريجيا في باديء الأمر لأسباب سياسية، ثم لاحقا لأسباب مادية وعدم قدرة المهرجان على تلبية شروطهم.
ولكن في مقابل هذا الغياب نجح حفظي في تنويع ضيوفه والحرص على دعوة أسماء لامعة ومعروفة على مستويات آخرى.
فيحضر هذا العام مثلا الموسيقار الهندي العالمي صاحب الأوسكار “إيه آر رحمن”، بخلاف حضور تيري فيرمو المدير الفني لمهرجان كان السينمائي المتوقع حضوره في النصف الثاني من فترة المهرجان.
وهو جزء من عملية توثيق للعلاقات بين القاهرة من ناحية وكبرى المؤسسات والمهرجانات السينمائية في العالم من ناحية آخرى.
وهي دعوة عمل على انجازها شخصيا حفظي الذي كان قد فاجأ الجميع في افتتاح الدورة السابقة بفيديو مجمع لرسائل محبة
من رؤساء المهرجانات الثلاثة الأكبر فينيسيا وكان وبرلين، الى جمهور القاهرة.
وتأتي مبادرة حفظي لخلق هذه العلاقة مع المهرجانات الكبيرة ليعوض بها فكرة اجتماع رؤساء المهرجانات العربية الذي كان مهرجان القاهرة يستضيفه لسنوات طويلة.
وتم الغاؤه لعدم جدوى أو تنفيذ أغلب التوصيات. وبذلك يعيد حفظي فكرة التواصل والانتفاع المتبادل مع مهرجانات مهمة ومنتقاة.
التحدي الرابع : نزاهة جائزة الجمهور
في الأعوام السابقة كان المهرجان يواجه اتهامات بعدم الشفافية فيما يخص جائزة الجمهور التي يتم تقديمها للفيلم بناء على تصويت من الجمهور.
وفوز أفلام تابعة لشركة “مادسوليوشن” التي يملكها علاء كركوتي شريك وصديق حفظي، وفيلم آخر خاص بماريان خوري
صديقة حفظي ايضا.
وضع حفظي في موضع التشكيك وأن الجائزة لا تحدد بناء على معايير صادقة، خاصة وأن الأفلام المتنافسة فيها
بعضهم كان يعرض في قاعات صغيرة.
والبعض يعرض في قاعات أكبر، ما يعني عدم تناسب عدد المصوتين في كل فيلم، بخلاف ارتفاع نسبة الأصوات
لأفلام بعينها بسبب عرضها في قاعات صغيرة يشغل نصف مقاعدها ضيوف الفيلم نفسه.
تفاصيل كثيرة كانت تجعل جائزة الجمهور في خانة “الشبهة”، وهو الأمر الذي أبدى حفظي استعداده الكامل لمعالجته
هذا العام بعرض كل الأفلام في قاعات نفس عدد المقاعد، واللجوء للنسبة المئوية في حصاد الأصوات.
التحدي الخامس : أيام القاهرة
في قسم “أيام القاهرة” يوفر مهرجان القاهرة مساحة للاجتماعات والمناقشات والندوات وورش العمل وآفاق الشراكة
بين السينمائيين العرب والمجتمع السينمائي الدولي.
ولكن في السنوات الثلاث السابقة كان محرما على الصحافة حضور فعاليات هذا القسم، مع تكرار الشكاوى.
قرر محمد حفظي هذا العام فتح الباب أمام الصحافة لحضور بعض هذه الفعاليات رغم انها موجهة في المقام الأول للسينمائيين فقط.
المهرجان يشترط اللقاح لمشاهدة أفلامه !
التحدي السادس : كورونا
فيروس كورونا هو “البعبع” الجديد الذي يلاحق كل الفعاليات الثقافية والسينمائية في مصر، وبالاجراءات التي أعلن عنها مهرجان القاهرة هذا العام
يعتبر بذلك هو أول فعالية مصرية تسيطر فعليا على قنوات واحتماليات انتشار الفيروس.
حيث يمنع المهرجان دخول أي قاعاته أو حضور فعالياته لغير المحصنين، مع توفير حلين، الأول وجود عربة لمنح اللقاحات داخل دار الأوبرا .
مع توفير أكشاك تسجيل في كل أماكن المهرجان، والحل الثاني هو مطالبة غير الراغبين في التحصين
باجراء فحص كورونا كل 72 ساعة لضمان حضورهم الفعاليات !
تحديثات على الهامش
من الاعترافات التي لم يخش حفظي الاعلان عنها كان ان اهتمامه في السنوات الأولى لتوليه مهمة رئاسة المهرجان
منصبا في المقام الأول على ايجاد الرعاة واستقطابهم وعقد الصفقات التي تضمن للمهرجان الحصول على التمويل.
ثم كانت ثاني أولوياته تطوير وتحديث قاعات العروض كلها، وهما بندين نالا كل اهتمامه لدرجة عدم التفاته بشكل كافي
لنقاط آخرى مثل اهدار التذاكر او التواصل المباشر مع الصحافة.
ولكن هذا العام يسير حفظي بخطوات مرتبة ومركزة للتعامل مع كل نواحي المهرجان، مع بعض التحديثات الآخرى مثل نقل “الفود كورت” داخل الأوبرا.
والذي كان حفظي في البداية صاحب فكرته وسبب في ارتباط الجمهور أكثر بالمهرجان، وثانيا زيادة قاعات العرض
بعد بروتوكول التعاون مع الجامعة الأمريكية التي فتحت قاعة “إيوارات” التاريخية لاستضافة فعاليات المهرجان.
وهي قاعة تستوعب ألف مقعد وتقع على مسافة قصيرة جدا من دار الأوبرا حيث مقر المهرجان.