بسبب غزة .. الجونة السينمائي في موقف لا يحسد عليه
يوازن القائمون على مهرجان الجونة السينمائي ما بين اعتباراتهم كأصحاب مهرجان خاص قائم على الربحية، وبين ما تطلبه الجهات السيادية في البلد التي تحتضن المهرجان.
فمنذ تولي شركة تابعة للحكومة، أمر أغلب القنوات والصحف في مصر، والاشراف بشكل غير مباشر على صناعة السينما وما يقدم في التلفزيون.
أصبح أصحاب المناسبات الخاصة، على دراية بضرورة اتباع القواعد السليمة لهذه الشركة، والتعاون معها فيما تسن من قوانين تحت الطاولة.
خاصة وهي غرضها الأساسي دعم الفن المصري والعمل على بقاء الريادة والحفاظ أيضا على الربحية منه وعدم خروجها خارج دائرة المال المصرية.
ولأن هذه الشركة تخدم الوطن ولو بشكل غير مباشر، تتعاون ادارة مهرجان الجونة معها وتنصت للأوامر وتنفذها.
آخر أمر، كان يقتضي بضرورة تأجيل الدورة السادسة من المهرجان، الذي غاب عاما كاملا، وعاد مع امالا عريضة بالنجاح.
ومع تصاعد الأحداث الدامية مؤخرا في فلسطين اثر اشتباك حماس مع العدو الصهيوني، أصبح غير منطقيا انطلاق احتفالات ترفيهية وسينمائية في مصر.
فتمت مطالبة المهرجان بتأجيل افتتاحه، وبالتنسيق مع ادارته، رأى عمرو منسي المدير التنفيذي له أن التأجيل مدة اسبوعين معقولا، على أمل هدوء الحدث السياسي الحزين في فلسطين.
ولكن مع اتجاه المهرجانات الحكومية في مصر الى ارجاء غير محدد، مثل مهرجان الموسيقى العربية الذي أعلن تأجيل دورته القادمة دون تحديد موعد لاحق لها، صار التساؤل الان ملحا بخصوص الجونة !
ماذا بعد الاسبوعين ؟
ماذا لو لم تهدأ الحرب ؟
هل يتحمل المهرجان خسارة الالغاء ؟ وان تم .. ماذا سيحدث على السجادة الحمراء التي يعتمد عليها اعتماده الأكبر في التسويق ؟
كيف سيسيطر المهرجان على ضيوفه الذين في الأساس هم بمعزل كبير عما يحدث في فلسطين ؟
وكيف سيبرر المهرجان نفسه أمام الجهات السيادية التي لن تعوض له خسائره ولن تسامحه أيضا حال عدم التعاون معها في أهدافها !
الجونة السينمائي