لماذا يدير محمد مصطفى شردي حوارات عن موضوعات قديمة ومللة ؟
برمجة غير مبررة، وضعتها الهيئة العامة للكتاب في مصر لعدد من الندوات التي تقام على شرف الدورة الحالية من مهرجان القاهرة للكتاب.
ظهر اليوم الكاتب محمد مصطفى شردي في ندوة بعنوان “كيف حققت مصر نصر أكتوبر ؟” وهو موضوع أكل عليه الدهر وشرب في صحافة وتلفزيون وفعاليات تاريخية وسياسية ووطنية على مدار أربعون عاما.
ومع ذلك، وافق شردي على إدارة اللقاء للحديث عن كل المعلومات المعادة والمتكررة لجمهور كان يبحث عن مقاعد فارغة للراحة من جولات المعرض أكثر من الاستماع لهذا الملل.
الندوة شارك فيها د.خالد عكاشة، الدكتورة دلال محمود، اللواء مجدي حجازي، واللواء دكتور محمد قشقوش.
في البداية قال اللواء الدكتور محمد قشقوش، إن حرب أكتوبر وهذا النصر العظيم، يُقيم بأنه انتصار عظيم نظرا لقوة العدو وإمكانياته التي كانت أعلى منا آنذاك.
وأضاف، أن الرئيس الراحل أنور السادات أرسى مبدأ وهو أن الأرض المصرية هي أرض مقدسة لا يمكن التفاوض عليها، موضحا أن القادة العرب لو كانوا قد حضروا مؤتمر ميناهاوس لما كان هناك أي فصال على الأرض أو تقسيم حتى للأراضي الفلسطينية.
من جانبه أشار الكاتب الصحفي محمد مصطفى شردي، أن الاستعداد لحرب أكتوبر لم يكن أمرا سهلا، خاصة في ظل أنه لم يكن هناك بديلا عن النصر رغم العديد من التحديات.
وأشار إلى أن الطيارين المصريين خلال حرب أكتوبر، حققوا ما يمكن أن نسميه بالمعجزة، من خلال الاعتماد على طائرات الجيش المصري التي كانت في ذلك التوقيت لا تضاهي الطائرات الاسرائيلية الحديثة، ولكن على الرغم من ذلك نجحوا في صناعة ملحمة خلال حرب أكتوبر مهدت الطريق أمام باقي القوات.
ولفت شردي إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان منفتحا على الحوار مع الأخر عندما وجد نفسه لا يحارب إسرائيل وحدها، وهو ما وصل بنا إلى إبرام اتفاقية سلام، وهو أمر يحتاج تأمل.
فيما ذهب اللواء مجدي حجازي، إلى أن مصر لم يكن لديها إدارة مستقلة بقوات الدفاع الجوي داخل الجيش قبل نكسة ١٩٦٧، وكانت قوات الدفاع الجوي في ذلك التوقيت تتبع عدة إدارات أخرى، حتى جاء قرار رئيس الجمهورية عقب النكسة بتشكيل قوات الدفاع الجوي كإدارة مستقلة داخل الجيش، وتم توفير المعدات والتسليح المناسب لها.
وأضاف أن حرب الاستنزاف استمرت في ظل مناوشات مستمرة من الجيش الاسرائيلي، وكان لقوات الدفاع الجوي دور مهم في هذه الحرب، حيث تم تزويدها بصواريخ الدفاع الجوي وهو كان بمثابة صدمة للجانب الإسرائيلي لم يكن يتوقعها، وواصلت قوات الدفاع الجوي إسقاط طائرات العدو.
من جانبها قالت الدكتورة دلال محمود، إن المفهوم السائد عند العدو الاسرائيلي عن العرب قبل نصر أكتوبر المجيد، أن العرب شعوب سلبية ولا يمكنها مواجهة إسرائيل وأنها شعوب غير قادرة على التخطيط ولا المواجهة وغير قادرين على شىء سوى الكلام، إلا أن هذا المفهوم الإسرائيلي عن مصر والعرب تغير تماما وتحطم عقب انتصار أكتوبر العظيم، فإسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وتخشى منها، وهو ما حدث منذ حرب أكتوبر ١٩٧٣، ومنذ ذلك التوقيت وإسرائيل تسعى لتجنب حرب أكتوبر جديدة.