ملخص مؤتمر ترامب ونتنياهو لمن لم يفهمه
أثار المؤتمر الصحفي الذي جمع من ساعات كل من ترامب ونتنياهو في واشنطن، حالة من الاستنكار العالمي بسبب خطورة تصريحات الثنائي.
المؤتمر الذي سيتذكره التاريخ فيما بعد باعتباره كان بداية النهاية لشكل الشرق الأوسط القديم كما نعرفه.. نقدم تلخيصا شعبويا له في السطور القادمة ..
ترامب هذه المرة لم يحاول اللف أو الدوران، أو ان يتعامل بالسياسة.. بل كان مباشرا وواضحا، بتصريحات أقل ما يقال عنها هو انها وعد بلفور جديد..
أولا : الفلسطينيين سيرحلوا من القطاع بشكل نهائي .. وليس أمامهم خيار ثانس.. فإما الخروج أو الموت.. وبعد خروجهم، لا عودة ثانية لأرضهم، لأنهم لو فكروا في العودة سيتم ضربهم وقتلهم مرة أخرى..
هذا الحديث يعني باختصار ان الخطة الحقيقية صارت مكشوفة والرئيس الأمريكي لا يشعر بالحرج أو الخوف من الحديث عنها في العلن.. طرد ال 2 مليون فلسطيني كلهم وإخلاء القطاع بالكامل من سكانه، وليس بعض الآلاف مثلما كانوا يرددون من قبل كام.. وتوسيع مساحة اسرائيل العظمى.. مثلما صرح من قبل : “اسرائيل صغيرة جدا، ومحتاجين نكبرها شوية”..
ثانيا : بعد رحيل الفلسطينيين، أمريكا هي التي ستسيطر على القطاع.. وليس اسرائيل.. وبنسبة كبيرة كتوقع إرسالهم قوات هناك بشكل مباشر، لكي تتولى مهمة القضاء تمامًا على حماس.. وبعدها يتولون عملية إعادة إعمار القطاع وتطويره، وتحويله لمنتجعات وأماكن سياحية على أعلى مستوى..
ثالثا : حينما سأله صحفي كيف سيستولي على القطاع بشكل كامل، قال نصًا: “نخطط لأن يكون ذلك كملكية دائمة Permanent Ownership”.. ما يعني أن أمريكا هي التي ستحتل القطاع وتمكن اسرائيل منه..
رابعا : أكد على كلامه ان مصر والأردن سيقبلون سكان من غزة، وانهم لن يرفضوا طلبه.. ممكن يرفضوا طلب من بايدن، لكن هو لأ.. بمنتهى العجرفة والعنجهية أكد ترامب على ذلك، وكإنه نصب نفسه إله على البشر..
طبعًا نتنياهو كان يجلس مؤيدا لكلام ترامب، ويبدو عليه الرضا، وبعد المؤتمر قال على ترامب انه اهم صديق لإسرائيل في تاريخها كله..
خامسا : ترامب خلال المؤتمر قال انهم يناقشون الإقرار بسيادة اسرائيل على الضفة الغربية.. ما يعني ان فلسطين ستختفي تمامًا من الخريطة..
كل ما تم التصريح به في مؤتمر ترامب ونتنياهو يعني ان الأمر دخل في منعطف صدامي بشكل مباشر، ولا يوجد حل غير الاتحاد والثبات على الموقف بشكل كامل.. خصوصًا وان ترامب لم يعد يعبأ بمواقف بقية الدول أو ما يعتقدون.. وبالفعل انسحب من الأنوروا ومجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، لأنه يراهم معاديين للسامية.
مصر من ناحيتها أعلنت انها لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وترفض المساس بأرضه، ورافضة فكرة التهجير رفض قاطع.. والخارجية السعودية ايضا اخرجت بيان قوي جدًا قالت فيه انها رافضة فكرة تهجير الفلسطينيين شكلًا وموضوعًا، وان المملكة مستحيل تقيم علاقات مع اسرائيل بدون اقامة دولة فلسطينية مستقلة..
ما حدث ينذر ببساطة ان خريطة الشرق الأوسط على وشك انها تتغير للأبد.. وخلال الأيام القادمة ستكن فرصتنا الأخيرة.. اما الضغط العربي والثبات على الموقف ويتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. وهو أمر غير سهل تحقيقه، لانه معناه بداية نهاية الكيان..
بالتالي لا يوجد غير حل من اثنين.. اما القبول بالتهجير، اما الصدام المباشر.. عسكريًا واقتصاديًا.. ومصر بالفعل حشدت قوات ضخمة عند الجانب المصري من مدينة رفح، مباشرة على الحدود..