ثمانية أفلام قصيرة استغنت تمامًا عن الحوار في سرد قصصها

نستعرض في هذه القائمة مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة من دول وثقافات مختلفة والتي ركز مخرجينها على الحكي بالصورة والصوت، واستغنوا تمامًا عن الحوار. القائمة للأفلام الروائية فقط دون اختيار أفلام تسجيلية أو تجريبية أو أنيميشن.
هي أفلاماً قد لا تكون معروفة بنفس القدر مثل فيلم “The Big Shave” لمارتن سكورسيزي، أو فيلم “Next Floor” لدينيس فيلنوف، أو الفيلم البريطاني “The Black Hole” المنتشر على اليوتيوب وعلى قوائم أخرى.
Meat / ٢٠٠٢ / سلافا روس / روسيا / ١٤ دقيقة
تضطر أم لها ابن صغير بعمل مقايضة لبيع جسدها مقابل قطعة لحم. يتعرف الصغير على جوانب الحياة القاسية التي تحتم عليه النضج ولعب دور الأب الغائب في فترة سياسية صعبة تعيشها روسيا.
ربما يكون الفيلم هو الأهم بالقائمة لقوة لغته البصرية، ولأنه يحكي الكثير دون استخدام جملة حوارية واحدة. يستخدم “سلافا روس” شريط الصوت بذكاء في توظيف الصمت والموسيقى والراديو لخلق معلومات عن مشاعر الشخصيات وماضيها.
يركز على مكان الكاميرا وحركتها، وموقع الشخصيات في الكادر ووجوههم لسرد قصة إنسانية تبدو بسيطة لكنها تحمل عمقاً كبيراً في داخلها.

.

.

Natural Glasses / ٢٠٠١ / ينس إيان / النرويج / دقيقة واحدة

تلفت نظارة للبيع بعنوان “نظارة طبيعية” انتباه موظف في طريقه لعمله بمدينته الصاخبة المزدحمة.
يقرر شرائها ليجد نفسه يرى الأشياء بشكل طبيعي فعلًا، لكنه يدفع ثمن قراره.
تسع لقطات وستون ثانية كافية لعمل فيلم، ولترشحه للمنافسة على سعفة “كان” الذهبية!
يركز الفيلم على قصة بسيطة وذكية للغاية. ورغم حكيه لموقف واحد، إلا أنه يتبع مراحل تطور السيناريو (عالم الشخصية الأساسي – الحدث المحفز – التردد – القرار – النتيجة).

.
.

يا ليل يا عين / ١٩٩٩ / نضال الدبس / سوريا / ١٢ دقيقة

تتوازى حياة رجل وامرأة سوريين فقيرين يستخدمان أياديهما في عملهما الشاق.
تتكشف رغباتهما المكبوتة، ومدى قربهما روحيًا من بعض رغم بعدهما جسديًا، وتظهر طريقة تفاعلهما مع أنفسهما ومحيطهما من خلال اللمس وتعبيراتهم الأيروتيكية.
يحكي “نضال” مجموعة مشاعر داخلية لا تتطلب حديث أو حوار لسردها، ويجسد توازي حياة الشخصيتين التي نراهما تباعًا مما يصنع تناقضًا بصريًا.
يستخدم “الأيدي” لحكي الكثير داخل القصة؛ إن كان العمل البدني، أو الشعور بالأشياء، أو حين تنجرح وتُظهر الإحساس الداخلي للشخص. عبّر عن ذلك من خلال حركة الكاميرا والظلال وملامح وجوه الأبطال.

.

.

97% / ٢٠١٣ / بين براند / هولندا / ٨ دقائق

يتفاجئ شاب في أحد قطارات أمستردام بأن تطبيق المواعدة على هاتفه يخبره أن هناك فتاة قريبة تصل نسبة تطابقها مع فتاة أحلامه لسبعة وتسعين بالمئة.
يحاول إيجاد هذه الفتاة وسط حركة وزحام الأشخاص المختلفة من حوله.
يحافظ الفيلم على نبرته الكوميدية اللطيفة باستخدام صوت آلة الكلارينيت مع آلات نفخية أخرى.
يتنقل السيناريو بين لحظات أمل وإحباط البطل، في الوقت الذي تركز فيه الكاميرا على انطباعات وردود فعل وجوه الشخصيات بالقطار.
وتعطي القصة تلميحًا لمدى ثقتنا في التكنولوجيا والإنترنت الآن على حساب آرائنا الحقيقية.

.

.

Bread and Alley / ١٩٧٠ / عباس كيارستمي / إيران / ٨ دقائق

يحاول طفل صغير الوصول إلى بيته عبر زقاق ضيق يجد فيه كلبًا لا يدعه وشأنه، فيفكر الطفل في حلول ليتمكن من عبور الطريق وليتغلب على خوفه.
نتابع قصة بسيطة مليئة بلحظات التوتر وريأكشنات الوجوه المعبرة الخالية من الحوار، وبشكل يسهل التفاعل مع أحداثها، فيركز المخرج على لحظات القلق والصمت للطفل ويستخدم التصاعد الموسيقي في خلق موود طفولي مرح.
وتظهر ملامح سينما عباس كيارستمي التأملية وشخصياته الطفولية في أولى تجاربه الإخراجية هنا.
.
.

The Lamp / ١٩٥٩ / رومان بولانسكي / بولندا / ٨ دقائق

تنشأ علاقة غريبة بين مجموعة من دمى العرائس وألعاب الأطفال في دكان صغير يعمل به رجل عجوز. ينتهي الرجل من عمله ويغلق دكانه ليعود للمنزل، لكن أشباح الدمى لا ترغب بالاختفاء.
صنع رومان بولانسكي هذا الفيلم في عشريناته التي أخرج خلالها العديد من الأفلام القصيرة.
ركز على حركة كاميرته الفضولية واللقطات القريبة، وطريقة المزج (dissolve) بين اللقطات واهتم بالاستمرارية بينهم، مع نغمات بيانو تصاعدية، ليصنع جوًا مخيفًا وساحرًا في ذات الوقت.

.

.

Tramway / ١٩٦٦ / كريستوف كيشلوفسكي / بولندا / ٥ دقائق

يخرج شاب منطوي من حفلة رقص ويذهب إلى الترام بإحدى ليالي الشتاء الباردة، ليلفت انتباهه فتاة وحيدة وسط الركاب، فيحاول التحدث إليها للتغلب على خجله الاجتماعي.
يركز كيشلوفسكي على اللقطات القريبة ليضعنا في منظور الشخص الفضولي المراقِب، ويستعين بدلًا من الحوار بطريقة نظرات الممثل وحركة الكاميرا ليحكي قصة عن شاب يفتقر لمهارات التواصل لكنه ينتظر فرصة للتغيير.

.

Sniffer / ٢٠٠٦ / بوبي بيرز / النرويج / ١٠ دقائق

يسيطر إحساس الروتينية وعدم الرضا على رجل متزوج يعمل في مصنع يقوم باختبارات للشم والروائح على مجموعة من الرجال.
يشعر بالروبوتية في عالمه الغرائبي السيريالي الملئ بالألوان الرمادية، والذي يرتدي جميع سكانه أحذية خاصة ضد الجاذبية، إلى أن يحدث موقف صغير أثناء عمله يغير كل الأشياء في حياته.
فاز هذا الفيلم بسعفة “كان” الذهبية لتميزه في قصته ومعالجته.
يمتلك الفيلم الكثير من المميزات: من شكل مواقع التصوير، لاختيار الزوايا العلوية والسفلية، إلى تصميم الإنتاج والاكسسوارات المستخدمة، وتبدو فكرة استغنائه عن الحوار مناسبة لمستوى غرائبية عالمه.