عشرة أسباب وأكثر لمشاهدة رائعة ميريل ستريب Let them all talk

حينما حمل ملصق فيلم Let them all talk صورة لميريل ستريب، فهو بذلك أعطاك سببا رئيسيا وكافيا لمشاهدته. ولكنه في الحقيقة فيلما يحمل أسبابا أكثر لمتابعته ..
فيلم يبدأ كفيلم عادي حول رحلة في باخرة سياحية، بعد أن تقرر كاتبة تمنعها ظروفها الصحية من السفر عبر الطائرة إلى إنجلترا لحضور حفل تسلمها “جائزة بوليتزر” فازت بها، وتصر على أن ترافقها صديقتاها القديميتان اللتين لم تلتق بهما منذ مدة طويلة جدا.
في البدء يبدو وكأن شخصية الكاتبة سطحية وليست موظفة سرديا في الفيلم بشكل جيد ووظيفي، لكن ما أن يصل الفيلم إلى منتصفه حتى يتبدَّا عمق الشخوص وتطفو على السطح صراعات قديمة كانت سببا فيها كتابات الروائية التي “استغلت” على مايبدو حياة صديقتها لكي تكتب رواية كانت سببا في تصنيفها كروائية مهمة عالميا.
ومع تقدم لحظات الفيلم وأثناء محاولة الكاتبة أن تكتب جزءا ثانيا من روايتها تلك، وهي تحاول التقرب لصديقتها أثناء الرحلة البحرية، والصديقة تتهرب من لقائها، ثم  الصديقة تعبر عن امتعاضها مما كتبته عنها صديقتها الكاتبة، لنصل للحظة الذروة حينما تتواجهان لتُعبِّر الصديقة للكاتبة عن حزنها وعن امتعاضها من استغلالها لها ولحياتها، ثم والكاتبة تحاول أن تشرح وجهة نظرها، نجدنا هنا كمشاهدين وكأننا في مواجهة صادمة بين الكاتبة وشخصيتها الرئيسية التي خرجت لها من بين صفحات روايتها لتحاسبها على ما اقترفته في حقها…
هنا يبدو أن ستيفن سودربرج، الذي صور فيلمه هذا خلال أسبوعين فقط والذي أعطى حرية كبيرة لممثليه لكي يعبروا عن أنفسهم من خلال الشخصيات التي يؤدونها ثم ليرتجلوا في حواراتهم، وكأنه قد أمسك بتلابيب الحكي، في نفس الآن الذي كان يلعب معنا كمشاهدين وكأنه سيقدم شخصيات سطحية كان بالمقابل يحضرنا لكي نصل لعمق شخوص جد معقدة لا تتطلب سوى صبرا قليلا من متفرجين قد تغريهم أجواء الرحلة البحرية لكي يتورطوا معها ومع عقدها ومشاكلها.
 Let them all talk فيلم من بين أفلام لمخرج أحببنا تجربته السينمائية المتراوحة بشكل متواز بين أفلام “تجارية” تحضى بإقبال جماهيري وأخرى يبدو فيها طابعه الخاص والذاتي الذي لم يتخلى عنه منذ فيلمه الروائي الطويل الأول” جنس أكاذيب وفيديو” بحيث كان وظل صحبة لوي مال أصغر مخرج فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.
كان ستيفن سودربرج قد أعلن سابقا أنه سيتوقف عن الإخراج السينمائي وعاد بهذا الفيلم وغيره بعد أن مرَّ بتجربة تلفزيونة لكن بشكل إنتاجي مختلف مع المنصات السينمائية يعطي له حرية أكبر لكي يُجربَ كما اعتاد على ذلك دائما منذ بداياته وحيث لايمكن لهوليود أن تسجنه كمخرج مختلف في قفصها الذي يلزم كثيرا من المخرجين بقواعد لاتخضع أساسا لما هو إبداعي بقدر ما يكون ماهو تجاري أهم قاعدة فيها.