طارق الصالح ل ٧ فنون : المهرجانات لا تغريني ولا أحب السينما السياسية

رغم ان مهرجان كان السينمائي في دورته ٧٨ لم يعلن بعد عن قائمته الرسمية للأفلام التي ستتنافس هذا العام، ولكن مصادر موثوقة كانت قد سربت قائمة بالأفلام المتوقع مشاركتها، وكان من ضمنها فيلما للمخرج المصري طارق صالح بعنوان “نسور الجمهورية”.

وفي مؤتمر صحفي لاحق في ستوكهولم، تحدث المخرج سويدي الجنسية، مصري الأصل، عن فيلمه الذي لا يزل في مرحلة ما بعد الإنتاج ولم ينته منه بعد قائلا :

الفيلم عنوانه قد يبدو مثيرا للجدل وهو “نسور الجمهورية” ويدور حول فريق كرة يد في دولة أوروبية، يظهر فيه لاعب عربي الأصل ومحترف بالخارج اسمه “جورج” وبسبب حب جورج للتمثيل ينجح في الوصول للمشاركة في فيلم عالمي ينتجه رجل مافيا يحاول فضح وزير فاسد من خلال تسريبات في الفيلم ظهرت وكأن بطلها جورج، فيضيع جورج في وسط الصراعات العنيفة بين الجهة التي صنعت الفيلم واستغلت شهرته من ناحية، والسلطات المحلية التي تحمي الوزير الفاسد وتحاول القبض على اليد الخفية التي خرجت بالفيلم للنور. ونرى خلال الأحداث كيف نجح البطل بذكاء في إثبات الحقيقة وسط مخاوف على مكانته في فريق الـكرة الذي يحلم بالاستمرار فيه.

وحول علاقة الاسم بقصة الفيلم قال : المنتج المنفذ للفيلم أراد ان يستفيد من الضجة التي حققها فيلمي السابق، فاخترنا عنوانا يضع الجميع في حالة تخمين محتملة عن قصة الفيلم.

وعن الجدل المثار حول فيلمه الأسبق “ولد من الجنة” يقول : في فيلمي السابق، ظنت جهات الإعلام العربية ان الفيلم موجه بشكل سلبي ضد الأزهر، ولكن لأن اغلب من كتبوا هذا مصابين بعدوى القطيع ولا يتبعون قواعد الصحافة الصحيحة في البحث والتحري، انهالوا في وصلات هجوم دون ان يشاهدون الفيلم الذي كان في الأساس عبارة عن قصة إنسانية عن ولد بريء المقاصد، يضيع وسط صراعات اكبر منه هدفها السيطرة على اهم مؤسسة في الدولة، ومستهدفة من أعداء الوطن. هذا الفيلم ورغم انه يخدم في الحقيقة سمعة هذه المؤسسة العظيمة ويرسخ لضرورة وضع مصلحة الوطن اولاً، إلا ان طيور الظلام روجوا له على انه فيلم سلبي، ولأني اعرف ان هذا الموقف من الممكن ان يتكرر، قررت ألا أخوض تجربة اخراج اي فيلم بمحتوى سياسي أو يتناول السياسة من قريب أو بعيد، فما يهم اي سينمائي في المقام الأول هو الإنسان وقضية وجوده بفرديّته واستقلاليته.

وتابع : لم أصنّف نفسي أبدا مخرجا سياسيا أو حتى متمردا على القواعد، كل ما يهمني هو قصة الإنسان، ولو هذه القصة تقاطعت بشكل أو بآخر مع قضية سياسية، فذلك لا يعط أحد الحق في تصنيف الفيلم على انه فيلما سياسيا، خاصة أني أنا نفسي كمخرج لا أميل لمشاهدة السينما السياسية، ناهيك عن صناعتها.

وأشار صالح إلى ان فيلم نسور الجمهورية إنتاج فرنسي بالاشتراك مع جهات من السويد والدنمارك وفنلندا، وبطولة فارس فارس الذي سبق وتعاون مع طارق في فيلمه السابق.

متوقع ان يعرض الفيلم في ثلاثة عروض في فترة فعاليات المهرجان من ١٣ إلى ٢٦ مايو المقبل.