تفاصيل الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي .. ابرز نجومه مامي وجسار

 

يواصل مهرجان الحمامات الدولي في تونس في احتضان الاختلاف، وجذب جميع أنواع الفنانين من مختلف البلاد العربية على اختلاف ألوانهم الغنائية ، وفي دورته التي تحمل رقم 59 يفتح الباب امام أصوات الجنوب العالمي بلغة عصرية. ويقدّم المهرجان نماذج فنية تعبّر عن تحولات عميقة في المشهد الموسيقي، وتُثبت أن الفن الحقيقي هو ذلك الذي لا يخاف من المغامرة.
المهرجان كشف عن تفاصيل برنامج دورته لهذا العام، والتي تقام تحت شعار “نبض متواصل” خلال الفترة من 11 يوليو إلى 13 أغسطس وتشمل 36 عرضاً ضمن 33 سهرة من بينها 18 عرضاً تونسياً.
وتشهد الدورة الـ 59 مشاركة فنانين من كل من تونس والأراضي الفلسطينية والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان والسودان والأردن ومالي وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكولومبيا والولايات المتحدة.
في برمجة هذا العام نجد كثير من الأسماء الشهيرة والمنتشرة في المغرب العربي بداية من المطربة هند النعيرة التي تميزت بصوتها وتتمتع بجرأة نسائية نادرة حيث شقّت طريقها لتصبح ثاني “معلمة” كناوية بعد أسماء حمزاوي، مؤسِّسةً فرقة من الرجال تقدم من خلالها رؤية نسوية لفن روحي بامتياز.
ولتنوع العروض والأنماط الموسيقية من الراي والكناوة إلى الفلامنغو والسالسا والجاز والإلكترو، وصولاً إلى الموسيقى الكلاسيكية والسيمفونية والطرب الأصيل. تشكل البرمجة اسماء مثل الثنائي اللبناني-السوري Rust، والسارة وفرقتها “النوباتونز” التي تتميز موسيقاها بتراث النوبة وترانيم العودة. بأسلوب يمزج بين الشعبي السوداني والموسيقى الإلكترونية، بخلاف حفل آخر للفنانة نويل خرمان، ابنة حيفا , الفلسطينية التي صنعت شهرتها عبر المزيج الغنائي بين الشرق والغرب، تُطلّ على جمهور الحمامات بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين التراث الفلسطيني والصوت العالمي الحديث.
اما من إسبانيا، جاءت فرقة Las Migas بأربعة نساء يُجدّدن الفلامنكو دون التخلّي عن جذورهنّ. بخليط أنيق بين الجاز والبلوز واللاتيني، ومن الجزائر هناك الفرقة الفرنسية الجزائرية Koum Tara، التي مزجت الشعبي والمالوف بإيقاعات الجاز والكلاسيك. وهناك ايضاً من تونس مشروع الثنائي التونسي “جذب” لمريم حمروني ومحمد برصاوي في المزج بين الإيقاعات المغاربية والشامانية والإلكترونية.

ومن أبرز الأسماء التي ستحيي سهرات المهرجان هذا الصيف: وائل جسار، صابر الرباعي، لطفي بوشناق، الشاب مامي، بلطي، غازي العيادي، الشامي، وناس الغيوان، إلى جانب فنانين عالميين أمثال يوري بوينافينتورا من كولومبيا، وفرقة لاس ميغاس من إسبانيا، وروبن بينيت من أميركا وفرنسا.

وتواصل الدورة الحالية من مهرجان الحمامات الدولي تأكيد موقعه كمنصة لاكتشاف التجارب الفنية الجديدة والمغايرة، حيث تحوّل هذا العام إلى ملتقى لتيارات موسيقية مختلفة، تشترك في سعيها إلى إعادة صياغة التراث بأساليب مبتكرة، والانتصار لأصوات الهامش، والاحتفاء بالهوية من زوايا غير تقليدية. من المغرب إلى فلسطين، من السودان إلى تونس، من إسبانيا إلى سوريا ولبنان، تتعدد الخلفيات، لكن الروح واحدة: الانتماء الفني الحر، وكسر القيود القديمة.