أحدث طرق السرقة في روما .. احترس من الحوامل !
أحدث طرق السرقة في روما .. احترس من الحوامل !
النشل جزء من ثقافة أهل روما العاصمة الايطالي .. هذه الجملة ليست محض افتراء !
ففور هبوط طائرتك الى مطار فيومنكو في غرب روما، ستفاجأ بتكرار التحذيرات العلنية من النشالين.
أول تحذير ستسمعه قبل خروجك من صالة الوصول، عبر سماعات تغطي الصالة كلها
التحذير يقول بالايطالية ثم الانجليزية “احترس من نشالين الجيوب وحافظ على مقتنياتك”.
ستخرج من صالة الوصول الى محطة القطار لتحجز أي تذكرة قطار من ماكينة، فتفاجأ بأن الماكينة هي الآخرى تذيع عليك نفس التحذير.
وتكرره عليك مكتوبا ومسموعا “احترس من نشالين الجيوب” !
شأن ثقافي
يقول أندرو بياترو ضابط شرطة من روما : النشل تكاثر في روما، وتحول مع الوقت الى إرث ثقافي من الصعب مكافحته.
هكذا صار التحذير واجبا .. التحذيرات التي تطلقها الشرطة في كل مكان، تجعل من النشل أمرا صعبا.
لأن الأعين المفتوحة والمنتبهة اليوم صارت أكبر عددا، ما يمنح النشالين ضحايا أقل وفرص أصعب للاستمرار في جرائمهم.
شلة الحوامل
تقول احدى السيدات التي عادت لتوها هي وزوجها من رحلة في روما : اللصوص في روما غير متوقعين !
لهم أشكال وهيئات تطمئن لها وتثق فيها، وتستبعد فعلا أنهم نشالين !
وتحكي : كنا انا وزوجي متوجهين الى مطار فيومنكو من محطة تيرمني في وسط روما.
واستقللنا قطار بطيء يمر بعدد من المحطات، ولابد من تبديله في محطة بمنتصف الطريق.
وبالفعل خرجنا من القطار الأول، لنستقل الثاني، في هذه المحطة التبادلية، ولأن المحطة تضم خمسة أرصف، كان علينا التوجه من رصيف الى آخر عبر نفق تحت الأرض.
ولأننا نحمل كثير من الحقائب، استخدمنا المصعد من رصيف وصولنا، لننزل الى النفق ونبحث عن المصعد الخاص بالرصيف الاخر المنشود.
وتكمل : وجدنا مجموعة من خمس سيدات يقفن أمام باب المصعد ويمسكون أبوابه، وكلهم أشاروا لنا أن ندخل المصعد .. وهنا كان أول عنصر استغراب بالنسبة لي .. فالمرأة لا تنتظر أحد عادة ليمر قبلها في أي مكان .. فكيف بخمسة نساء يقفون انتظارا لنا ؟!
وخلال ثواني مع اغلاق باب المصعد وانشغالنا انا وزوجي في ضبط الحقائب ومراجعتها، كانت هناك سيدة منهم تلح على زوجي أن يضغط زر المصعد.
وهنا كان ثاني سبب بالنسبة لي للشعور بالريبة، ذلك لأني انا وزوجي كنا أبعد شخصين عن لوحة الأزرار .. ومن العجيب فعلا أن تقف هي بجانب اللوحة لتطلب من شخص بعيد عنها ان يضغط هو الزر !!
ولأن زوجي لا يعرف الانجليزية فلم يتحرك من الأصل ! ثم وجدته فجأة يستدير ويعطيني ظهره، ويده على جيبه الخلفي ..
لم أفهم في لحظتها ما حدث، ولكن حينما خرجنا من المصعد علمت منه أنه تعرض لمحاولة نشل محفظته، لولا أنه شعر بيد السارقة واستدار فجأة !!!
وتضيف المسافرة : اللصوص يعتمدون على اسلوب تاريخي ومتكرر في السرقة وهو الهاء الضحية في فعل أي شيء أو دخول اي حوار .. حتى تتم عملية النشل في ثواني.
محاولة ثانية
وبالطبع كانت هناك محاولة ثانية على الرصيف نفسه ..
فالسيدات الخمس كن يقفن في انتظار نفس القطار، وحينما جاء القطار هممنا سريعا انا وزوجي لادخال الحقائب والصعود قبل ان يغلق القطار الباب ويتحرك !
وزوجي كان آخر من يصعد بعدي وبعد الحقائب، ففوجئت به مرة آخرى يستدير ويده على مكان محفظته في جيبه الخلفي ..
في نفس اللحظة كان باب القطار قد تم اغلاقه اوتوماتيكيا .. فنظرنا من وراء الزجاج لنجد ان سيدة من الخمس تجري بسرعة ..
هي كانت تقف وراء زوجي مباشرة، وانتظرت لحظة دخوله القطار واغلاق الباب .. لتحاول نشله مرة آخرى !
ولكن زوجي كان سريع البديهة وشعر بيدها، بل أنه حينما ذهب بكفه لينقذ محفظته، يقول ان يده لمست يد بشرية ..
هنا الأمر كان أكيدا .. هو كان يتعرض للسرقة ..
المدهش هو أن هذه السيدة كانت حامل ! وكانت تضع على احد ذراعيها جاكيت، لتمد ذراعها الآخر من أسفله وتسحب المحفظة دون أن يلمحها أحد.
وشكوكنا تأكدت بالطبع حينما نظرنا من خلف باب القطار، ورأيناها تجري في اتجاه معاكس من الباب !!
هذه كانت حيلة من حيل كثيرة يفعل اللصوص من أجل السرقة في روما .. فاحترس !