إلهام الجمال تكتب : إعادة تدوير الأحلام ..
في خزانة ملابسها فستان اتخذت منه الفراشات بيتا فلونت نسيجه بالبهجة .. ارتبطت به لسنوات ..
شاركها لحظات فرح وحب وونس الاصدقاء ..
حينما أقدمت على الزواج .. كانت كأي فتاة تقتنى ملابس جديدة تليق بحياة جديدة ومرحلة مختلفة من مراحل العمر ..
في غرفتها في بيت أبيها، وقبل زفافها بايام وهى تحزم حقائبها قبل المغادرة لبلد بعيد ..
أوصتها امها بترك كل ملابسها القديمة حتى لو كانت بحالة جيدة .. فاصطحاب القديم إلى عش الزوجية فأل سيء ..
بنظرة حب مشطت ارفف الخزانة، وقبل أن تغلقها على ايام عمرها التي مضت .. وقعت عيناها عليه ..
حاوطتها الفراشات بخفتها المعتادة ..
غمرتها ضحكات مرت على قلبها يوم ما فتركت أثرا .. يشبه أثر الفراشات ..
ركنت نصيحة امها على أقرب رف، وخطفت فستانها العزيز ووضعته في الحقيبه ..
في بيتها انتقت له مكانا مميزا ووعدته بأن ترتديه في أول لحظة فرح تشبه فراشاته ..
لكن مرت الايام ولم تاتى تلك اللحظة .. لكنها كانت تحاول بين فترة وأخرى استدعائها .. كانت تخرجه من الدولاب وتحدث فراشاته عن ايام تقاسمتها معهم ..
عن اكواب شاي وجلسات نميمة محببة وافكار سكنت اوراق ومواعيد ولحظات فرح وسفر وحب ..
كانت تهمس لكل فراشة على حدى .. ايامنا الحلوة راجعة .. وتعيده من جديد لمكانه المميز في الدولاب المغلق ..
وحينما أهداها الزمن لحظة فرح اشتاقت إليها كان فستانها القديم اول عابر لخاطرها .. قررت بحماس ارتدائه ..
بفرح أخرجته وإرتدته وأمام المراة وقفت .. لكنها لم تتعرف على نفسها .. زاد وزنها بضعة كيلومترات جرامات بفعل الحمل والولادة .. فلم يعد جسدها يليق بضم الفراشات ..
وضعت فستانها عنها وبكت كما لم تبكى من قبل .. فراشاتى الحبيبة هل حان موعد الفراق ..
الفراق .. كم هى قاسية تلك الكلمة .. لم تعترف بها يوما هى التى لم تفرط في احبائها ابدا..
نفضت عنها حزنها وقالت بحزم لن افرط في فراشاتى ..
وبمقص وابرة وخيط إعادة تدوير الفستان ليصبح كارديجان انيق ارتدته، وبمجرد أن اقترب القماش من قلبها شعرت بالفراشات وقد دبت فيها الروح فبعثت من جديد .. طارت حولها .. ارتسمت الابتسامة على وجهها مرة أخرى .. عادت لمعة عيناها من جديد .. احتضنت الفراشات بذراعبها وهمست .. هانخلق فرحة جديدة بحلم جديد !
إلهام الجمال
إلهام الجمال