شادية خضير .. مذيعة ومنتجة تلفزيون تونسية بمرتبة محارب !

من النادر أن تقابل صحافية تحب السينما حد السفر أميال وأسابيع لمشاهدتها، بل والوقوف أمام الكاميرا وخلفها لأكثر من ساعات دوامين كاملين دون شكوى أو تململ .. حسنا، التونسية شادية خضير تكسر هذه القاعدة، وأكثر !

في مجتمع يتعامل مع المرأة كربة منزل، ولا ينتظر منها أكثر من حضورها الدوام، يصبح التحدي مضاعفا على من يهتمون بالسينما ويعملون بها.

فللسينما سحر قد يخدرك عمر بأكمله؛ لا تشكو من ضغوطات ولا طقس سيء، ولا يضايقك نسيان أهم مسئولياتك أو مواعيد

وجباتك .. السينما تخطف الذهن وتلفه وتعقمه، وتعيد تشكيله، لينسى أعباء الحياة ومللها وغياب العدالة فيها.

لهذه الأسباب وأكثر، تحب مقدمة البرامج التونسية شادية خضير عملها ..

تسافر من أجله قارات آخرى، ولا تمانع أن تقف تحت الأمطار المتواصلة لساعات في انتظار دخول فيلم مهم، أو تحت شمس

حارقة لتنتج صورة جميلة لأحد تقاريرها المصورة.

هذا الاسبوع، تواصل خضير مهمتها الصعبة في تغطية مهرجانات منارات لسينما البحر المتوسط في تونس.

ومع استمرار فعاليات المهرجان في دورته الثانية لمدة اسبوع، تقدم خضير بشكل يومي، نشرة مصورة عن السينما، لصالح

التلفزيون الوطني في تونس.

تغطيات ولقاءات ومساحة حرة من المناقشة والنقد، وعشرات التصريحات المهمة حصلت عليها شادية خلال لقاءها بأهم نجوم

المهرجان.

يأتي على رأسهم المخرجة درة بشوشة، الأخوان دردان المخرجان الشهيران من بلجيكا، ونجيب بلقاضي، والمصرية نيللي كريم وغيرهم.

ترجمة فورية وفريق حربي

تقول شادية عن المجهود المكثف في تقديم القصص التلفزيونية عن السينما : الأمر غاية في التعب، نحن نصور مباشر يوميا،

في درجات حرارة تتجاوز الـ 40 .

ولكن بشكل أو بآخر، مشاهدة السينما والحديث عنها، لها متعة لا يمكن وصفها، خاصة اننا نعيش بين عالمين جميلين ..

عالم السينما بصوره، وبسحر كل القصص التي فيه، وعالم البحر بكل ألغازه وحكاياته.

وتستطرد : مشاهدة السينما في مدينة ساحلية جميلة، لا يبعث فقط بالتأمل والراحة، بل يمنح المرء فرصة ليرى فلسفة كل شيء يشاهده ويعيش حوله.

وعن كواليس اعداد التغطيات اليومية من المهرجان، تقول شادية خضير :

معي فريق يضم أكثر من خمسين مجند، ما بين تقنيين صوت وصورة واضاءة، وصحافيين ومعدين أبرزهم ريم المؤدب وعبير بوليلة.

أما عن أهم اللقاءات، قالت :

أعتبر أهم لقاء كان مع الأخوان داردان، فهما نادرا ما يتحدثا لوسائل اعلام عربية، واللقاء معهما كان حصريًا، وقد نجحنا في اخراج تصريحات مهمة وجاذبة منهما، وكان اللقاء رائعا وجاذبًا رغم اضافة تحد آخر لمهامي، وهو الترجمة الفورية المباشرة.