كيلي رايكارد .. المخرجة التي تعشق المساحات واللقطات الطويلة
يُعرف اسم المخرجة الأمريكية “كيلي رايكارد” عند محبي الأفلام المستقلة أكثر من فئات مشاهدين السينما الآخرين، وقد شاركت أفلامها في أهم مهرجانات أوروبا مثل “برلين”، و”كان”، و”فينيسيا”، و”لوكارنو”، وهي تكتب وتمنتج معظم أفلامها.
تجسد سينما كيلي رايكارد شعورًا دافئًا وحيويًا وحزينًا؛ فهي تعرض بيئات واسعة في أفلامها، كالغابات أو الجبال أو الصحراء، وهي تعشق التأمل في هذه المساحات، وتحاول شخصياتها دائمًا التغلب على أزماتها في ظل وجودهم في هذه البيئة التي لا ينتمون إليها.
نجد في معظم أفلامها اهتمامها بالمواقف الثانوية، وتعطيها كيلي وقتًا على الشاشة.
كما تحب اللقطات الطويلة والتي تستخدم فيها صوت المكان ليضيف شيئًا لجو أو معلومات القصة، مما يجعل التفاعل الحسي مع أفلامها حاضرًا دائمًا.
تهتم كيلي بقصص بسيطة لكنها مؤثرة وغنية بالمعاني؛ ففي “Wendy and Lucy” نتابع محاولات فتاة لحل مشاكلها المالية أثناء رحلة عمل إلى ألاسكا بسيارتها التي تتعطل، ومع كلبتها التي تفقدها. وفي “Old Joy” نرى حجم الصعوبات التي تواجه صديقين قدامى يحاولان إعادة إحياء علاقتهم التي غيرها الزمن.
لكن
أما في “First Cow” نشاهد كيف يتعاون رجلين من جنسيتين مختلفتين لسرقة حليب البقرة الوحيدة في مدينتهم في القرن التاسع عشر. وفي “Certain Women” نراقب حياة ثلاث قصص لسيدات يحاولن شق طريقهن المهني غير المكتمل في بلدة أمريكية صغيرة.
لا تفضل كيلي استخدام الحوار كثيرًا، فنلاحظ في أفلامها الكثير من المواقف التي يملأها الصمت، حتى في لحظات حوار الشخصيات مع بعضهم، وهي مقتصدة جدًا في الحوار عندما يحدث، فيكون لسبب واضح. بالإضافة لعدم استخدامها للموسيقى كثيرًا، وعندما تفعل تستخدم آلات مثل الجيتار السولو، أو أن تقوم أحد الشخصيات بالدندنة كما تفعل لوسي أثناء التسكع مع كلبتها ويندي في بداية الفيلم.
وتستخدم أصوات من داخل المكان لتسمعها الشخصيات وتتفاعل معها، أو ما يسمى بالـdiegetic sound بدلًا من الصوت الخارج من الفيلم نفسه، وهو اختيار يضيف إحساسًا حقيقيًا أكثر بما نراه.
تظهر حساسية كيلي بين الكتابة في رسم شخصيات منعزلة وأحيانًا هشة يسهل التفاعل مع عالمها، وبين المونتاج في خلق إيقاع باعث على التأمل
وهي تحب النهايات المفتوحة التي تفكر بها شخصياتها بمستقبلها وبخطواتها المقبلة، وتكون في أمس الحاجة للخلاء بالنفس والتفكير بالأولويات.
حوار كيلي مع “Film at Lincoln Center”