لماذا فشل هنيدي فيما نجح فيه عبد الباقي وهشام ماجد ؟
بمتابعة شاشة رمضان الكوميدية، قد تتساءل بينك وبين نفسك لماذا نجح أشرف عبد الباقي وهشام ماجد في تقديم لون فشل فيه محمد هنيدي، الذي برغم تاريخه الا انه لازال يواجه انحدار رهيب.
لو عدت بالزمن لسنة ٢٠٠٥ وأخبرت أي شخص أنه في يوم من الأيام سيصبح اشرف عبد الباقي اكثر نجاحا وشعبية من محمد هنيدي، من الممكن أن يصفك المتابعين بالجنون !
لأن محمد هنيدي مقارنة بهشام ماجد واشرف عبد الباقي، هو الأكثر موهبة وطاقة كوميدية، ويعتبر واحد من فنانين قلة حققوا طفرة في صناعة الكوميديا ..
بينما الثنائي ماجد وعبد الباقي يعتمدون على كتابة جيدة بايفيهات جديدة لكي ينزعون منك الضحكة، وفي المقابل هنيدي يمتلك القدرة انه يضحكك من غير الكتابة او الايفيه، سواء من ردود فعله او انفعالاته او حركاته مثلما يحفظ الكل دوره في فيلم اسماعيليه رايح جاي.
ولكن تجاوزه نجاح الثنائي لهنيدي اليوم، يعود لسبب بسيط وهو المساحة التي يعطيها الاثنان للمواهب الجديدة ؛ هشام ماجد مثلا في اشغال شقة” نجده يترك مساحة كبيرة لشخصية “عربي” و لشخصيات الخادمات، ومتقبل لفكرة انه يكون هو من “يفرش ايفيهات” لغيره.
أما أشرف عبد الباقي مثلا في مسرح مصر، لو المسرحية مدتها ساعة ونصف، ستجده ظاهر فيها ١٠ دقائق بالكثير، وكل واحد منهم يعطي مساحة لغيره ليضحك الناس.
على النقيض تأتي أعمال هنيدي تماما، لازال متمسك بالبطولة المطلقة، وكل الممثلين هم “مفرش ايفيه” له هو بينما هو فقط من يقول الايفيهات ويظهر في كل المشاهد والكادرات .. وبالتالي أمر طبيعي أن يمل المشاهد حتي لو العمل جيد.
نجاح ماجد وعبد الباقي هو في الحقيقة درسا عمليا لهنيدي ليغير من مفهومه عن البطولة. ولعل القادم خير.