مقال بالعامية : أربعة أسباب وراء طرح عمرو دياب أغنية خطفوني قبل بقية الألبوم

طرح الناقد الموسيقي محمد شميس تحليلا لقرار عمرو دياب الأخير بطرح أغنية “خطفوني” بالتحديد قبل اي من اغنيات ألبومه الجديد “ابتدينا”.

وقدم الإجابة في اربع نقاط عبر منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك :

1- اجتماعيًا:
ولكن قبل ان تكمل قراءة، أتمنى تشوف الحلقة دي من برنامجي بعنوان:
“ليه عمرو دياب بيلبس حلق؟ وإزاي بيتعامل مع المرأة في أغانيه؟”

لأن نظرة عمرو دياب للمرأة مختلفة عن كل فنانين الوطن العربي.
أنا بكتب البوست ده في وقت مواقع التواصل الاجتماعي فيه مليانة جدل سخيف عن حرمانية الأغاني، وفنانين بيطلبوا من أهاليهم يمسحوا أغانيهم!
المجتمع المصري للأسف وقع تحت سيطرة المتطرفين فكريًا ودينيًا، وقدروا يكرهوا قطاعات واسعة في المجتمع في مصدر قوتهم الناعمة.
وفوق ده كله، المجتمع مسيطر عليه نزعة ذكورية فلكلورية دينية، ومنهم اللي بيحرّم غناء البنات بحجة إن “صوت المرأة عورة”.
وعمرو دياب، للمرة التانية، بيقدّم بنته “جانا” كمغنية بتقتحم مجال غنائي مسيطر عليه الرجال، وأقصد بالصناعة مش الغناء فقط.
جانا في الأغنية دي كاتبة وملحنة.
ولأول مرة في تاريخ عمرو دياب الممتد لعشرات السنين، تكون افتتاحية الألبوم بصوت حد غيره، والحد ده بنته!
ودي قاعدة عمرو بيكسرها لأول مرة في مشواره.

لكن المؤكد إن هذه الأغنية رسالة من عمرو لكل من يعمل في المجال الفني وهو مقتنع أن الموسيقى حرام، وأن صوت المرأة عورة.
والرجل يواجه هذا بشجاعة، وبالأسلوب الذي يجيده: بالفن، وليس بالتصريحات ولا الحملات الإلكترونية ولاباللجان، ولا يخضع لابتزاز المتطرفين.

2- فنيًا:

هذه الأغنية “أغنية مشتركة”.
وأنا كنت كتبت سلسلة مقالات، وعملت سلسلة حلقات عن مفهوم “الأغنية المشتركة”، وإننا كمجتمعات عربية بنقدّم الأغاني المشتركة بطريقة “البيتزا” — كل فنان بيغني نفس الجمل اللي بيغنيها زميله، بنفس اللحن، وكأن واحد بيغني والتاني صدى صوته!
ده مش موجود في “خطفوني”.
عمرو دياب هنا بيقدّم درس في صناعة الأغنية المشتركة.
جانا في بعض المقاطع بتغني جمل لحنية مختلفة تمامًا عن اللي بيغنيها أبوها.
عمرو يغني بالعامية، وجانا كمان، لكن بنطقها المتأثر بثقافتها، فبنسمعها تقول “هبيبي” بدل “حبيبي”، ودي جرأة تانية من عمرو دياب، لأنه مؤمن إن الفن عابر للثقافات، ومش لازم يجبرها تنطق زينا كمصريين.
ده غير إنها تغني أجزاء بالإنجليزية.
كمان الأغنية فيها مقطع راب، والراب دلوقتي له قواعده، وله جمهور ضخم من جيل Z.
بس عمرو دياب ما قدمش راب تقليدي، قدم راب بطريقته هو، كأنجح مغني بوب في التاريخ.
والرابر هنا كمان بيغني جمل لحنية مختلفة عن اللي بتغنيها جانا، ومختلفة عن جمل عمرو دياب.
في سبب مهم تاني، وهو سبب موسيقي:
“خطفوني” أغنية “مقسوم” بنكهة يونانية، والشكل ده من التوزيع يعتبر ماركة مسجلة باسم عمرو دياب.
أول مرة استخدمه كانت سنة 1988، بلحن من تأليفه.
يعني نقدر نقول إن النوع ده من الأغاني اختراع أصيل لعمرو دياب، وكل سنة بيطوره، بحسب خبرته وقتها.
ومن بداياته مع فتحي سلامة، لحد ما وصل لأسامة الهندي بعد 37 سنة كاملة، الشكل ده حاضر ومميز.
خد بالك إن عنده أكتر من 11 أغنية مترجمة للغة اليونانية، وبتتغنى هناك، وهو نجم معروف في اليونان، بيعمل حفلات وأفراح هناك كمان.
وهو الأب الروحي لموسيقى البحر المتوسط، بفضل التوليفات اللي بيقدّمها في كل ألبوماته، ومن ضمنها الشكل اليوناني المقسوم.

3- تجاريًا:
الأغنية دي هي كليب حملة عمرو دياب الجديدة مع “أورانج”.
ومفيش حاجة ممكن تكون جذابة قد عمرو دياب بيغني مع بنته في كليب جديد.
الظهور ده يخلق ارتباك للمستمع… لكنه ارتباك إيجابي:
هل عمرو دياب بيغني لبنته؟ هل ده أب فرحان بيها فالغنوة تبقى أُبوية؟
ولا الغنوة عاطفية ينفع الحبيب يغنيها لحبيبته؟
وإنت وخيالك بقى، يا صديقي اللي مكمل قراءة البوست.
لكن المؤكد: إن الغنوة صيفية، بترقص، وجميلة.

4- صحفيًا:
فكرة إن أول أغنية في الألبوم، والإعلان الرسمي كمان، تبقى من تلحين عمرو مصطفى، بعد سلسلة تصريحات وهجوم على عمرو دياب، فتح باب واسع للتقارير الصحفية اللي فضلت تسأل:
إزاي ده حصل؟ إزاي اتصالحوا؟
والجدل والتصريحات دي معناها: ترافيك، محركات بحث، تريند، ودعاية إضافية مجانية للألبوم.
والأجمل، إن رجوع عمرو مصطفى كان بغنوة عظيمة، من الأغاني القليلة اللي يكون فيها الكوبليه أسرع، وجمله اللحنية أقصر من السينيو، ودي حاجة جديدة ومختلفة.

تامر حسين كمان فاهم مناطق قوة صوت عمرو دياب، وعارف فين صوته بيلمع في الحروف زي الـ”ح، ل، أ”،
فعشان كده هنلاقي تكرار لكلمات زي “حبيبي، قلبي، ياما…” — وفعلاً صوت عمرو متألق فيها جدًا.
وده بيساعد المستمع إنه يحفظ الغنوة ويتعلق بيها من أول مرة.

وأخيرًا…
أتمنى ندّي أسامة الهندي حقه، لأنه اتظلم كتير.
عامِل توزيع عظيم، وموسيقى مليانة أشكال مختلفة، و”بيز لاين” ممتاز، ومقدّم “المقسوم” بشكل عصري جدًا.

شكرًا يا هضبة.
وشكرًا لكل فريق عمل الألبوم.