إمارة ليختنشتاين .. قلعتان وشارع !!

كتب المسافر أسامة السباعي عن تجربته كمسافر لأول مرة، لدولة نادرا ما يتوجه لها المسافرون العرب وهي إمارة ليختنشتاين التي رغم صغرها الا ان تجربة السفر لها كانت تفوق التوقعات.

…………………………………

عرفنا الكثير عن دول أوروبا .. فى المدرسه والجامعة  ..
قرأنا الكثير عن السفر والرحلات .. ولم نعرف أن فى أوروبا دولة يحكمها أمير تسمى لختنشتاين .
وعندما عرفنا أنها فى أوروبا .. لم نعرف نحددها على الخريطة ، وزاد الأمر صعوبة نطقها ، إنها ليختنشتاين !
تمر الأيام والسنين وعرفنا طريق السفر .. ولم أتخيل أن أزور إمارة ليختنشتاين ؛ فلسان حالى يقول : ماهى الشركة السياحية  التى تضع هذه الإمارة فى جدول برامجها السياحية  ؟!!
وما هو الدافع الذى يجذب المسافر للسفر إليها ؟!!
المسافرون يعرفون فى أوروبا إمارة موناكو ومونت كارلو .. لكن ليختنشتاين وإماره آخرى أسمها اندورا ..!! قل أن يعرفهما أحد ..

ومع عالم الأنترنت بدأ أسم إمارة ليختنشتاين يسمع فى الأُذن .. وخير من ألقى عليها الضوء هو الرحاله المصرى حجاجوفيتش الذى زارها وتحدث عنها وارتبط بعلاقة صداقة مع أميرها

وبلغ الأمر إلى إستضافة حجاجوفيتش للأمير وأسرته فى منزله فى مصر وتولى أمر زيارته بنفسه كصديق ولم يحل على البلاد كأمير .

لكن

قرار السفر

بعد ما انتهينا من زيارة النمسا، كانت وجهتنا سويسرا التى لنا فيها أيام .. وجولات فى ربوعها المختلفة  ..
والطريق إلى سويسرا يمر عبر ليختنشتاين، نقضى فيها الصباح والظهيرة، نستكشفها ونتركها عصرا إلى لوجانو فى سويسرا ..
إذن ليختنشتاين وسطاً بين النمسا وسويسرا .

هي واحدة من أصغر دول العالم ، تبلغ مساحتها 160كم مربع .

مقسوما على عدد سكان يصل إلى 38 الف نسمة ، مع مستوى معيشى مرتفع .. وهى أصغر دولة تستخدم اللغة الألمانية .. وهى الدوله الوحيدة التى تقع بالكامل فى جبال الالب ..

كانت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية ، ولم تكن لها أهمية تذكر ؛ بسبب صغر حجمها وبسبب موقعها غير الاستراتيجى، وبالتالى لم يكن لها تأثير أو دور فعال فى التاريخ الاوروبى .

لأن

تركنا فى الصباح الفندق فى فيلدكيرش آخر مدينة نمساوية من جهة الغرب .. وإنطلقت السيارات الفان الخمسة  إلى ليختنشتاين ..

مجرد دقائق تعد على أصابع  اليد الواحدة  وجدنا أنفسنا فى الإمارة ..

ولم يكن فى الطريق علامات بارزه تُوحى أننا انتقلنا من النمسا إلى ليختنشتاين ..

ولا جمرك، ولا جوازات، ولا شرطة ولاتفتيش .. مجرد كشك صغير فى وسط الطريق كشك مثل كشك عسكرى المرور عندنا ..

العاصمة فادوز .. ماذا فيها ؟

ثم بعدما تجاوزنا للحدود وجدنا أنفسنا عند أهم معلم من معالم ليختنشتاين وهو قلعة فادوز على أسم عاصمة الإمارة ..
فادوز أصغر عاصمة فى أوروبا .. والقلعة كانت مقر إقامة الأمير .. تقع على ربوة مرتفعه اسفل القلعة أهم شارع فى الإمارة، وهو مركز نشاطها السياسى والسياحى ..

منظر القلعة آخاذ لاسيما أن الخلفية  تظهر ليختنشتاين من بيوت متناثرة لا أبراج شاهقة فيها

وسماء زرقاء بسحب بيضاء فى أيام صيف يوليو الحارة  ..

عند القلعة حصلنا على أجمل الصور التى تمثل الطبيعه والتاريخ ..

وبعدها انتقلنا إلى حيث قلعة جوتنبرج فى جنوب الإمارة .. وهى قلعة من العصور الوسطى لاتزال بشكلها البكر على تلة فى أعلى قرية بالزرس يصل إرتفاعها 70 متراً .

كانت الإحداثيات تنبئنا بإمكانية الوصول بالسيارة إلى أعلى حيث القلعة ..

سرنا مع الاحداثيات وياليتنا ما سمعنا كلامها على الإطلاق ..

حيث كان الطريق إلى القمة ضيق شديد الضيق .. يأخذ الاسفلت حيز السيارة فقط ولا يوجد خارج الأسلفت شيء إلا الهاوية  .. حبسنا الأنفاس ..

تخيلنا ماذا لوجدنا سيارة فى المقابل ؟! ما الموقف إذن ؟!! ..

من رابع المستحيلات العوده بالسيارة  بالخلف ..

لكن
ونحن نصعد فى الطريق الملتوى كان بعض الناس الجالسين فى منازلهم ينظرون إلينا نظرة إستغراب .. نظرة بادية على وجوهم وكأن لسان حالهم .. أين يذهب هؤلاء المجانين ؟!

ما زاد الأمر إرتباكاً عندنا .

 

الخروج من المأزق

لم يكن أمامنا إلا الصعود ، لعلنا نجد متسع للدوران ثم العودة ، وبلاها قلعة ..

وبالفعل وصلنا إلى باب القلعة المغلق .. ومن عنده استدرنا بالسيارة  ونزلنا الهوينه ..

مما جعلنا فى نهاية الأمر نثنى على قائد سيارتنا الهمام الصديق العزيز الأستاذ على حرحش خير الثناء ..
وعند الكنيسة  المجاورة  لسفح القلعة انتظرنا بعضنا البعض ..

واستغلينا وجود دورات المياه وتوضئنا وصلينا ..

وجلسنا تحت ظل الأشجار وقت الهجير … ثم قرر قائد رحلتنا ومخططها من الالف إلى الياء الباشمهندس أشرف منصور التوجه إلى لوجانو بسويسرا ..

وهنا حادثته قائلا: بهذا نحن لم نرى ليختنشتاين .. لأننا لم نرى شارعها الرئيسى الشارع السياسى والسياحى بل قل هو دوان تاون ليختنشتاين .

فما كان منه وبرحابة صدرة المعهوده أعطى إحداثيات جراج المكان للسيارات وانطلقنا عائدون إلى سفحة قلعة فادوز ..

وبدأت جولة المشى.

ماذا تشاهد هناك ؟

مررنا على مبنى البرلمان والمتحف الوطنى ومتحف الفنون ومتحف الفن المعمارى ومتحف البريد ..

ولأن الإمارة تفتقر إلى المقومات المتحفية، المقومات التى تجعل لها ارث تاريخى وحضارى يؤسس لها عديداً من المتاحف .. فقد جعلت للبريد متحفا وللأله الكاتبه متحفاً أيضاً ..

وإذا لم تزر متحف البريد فقد جعلنا صور طوابع البريد مرسومة على الأرض تنظر إليها لتعرف بعضاَ من تاريخنا ومعالمنا ..
وفى الشارع يمر طفطف يتجول فى المكان ويصل إلى البيت الأحمر الذى ليس له أى قيمة تاريخية تذكر

بإستثناء معماره الخارجى ولونه الأحمر ..

هذا البيت الأحمر مما تجده فى النشرات السياحية  التى يوصى بزيارته .

فى نهاية الشارع السياحى يوجد أماكن ترفيهية، عاشت فيه مجموعة الرحلة وقت جميل بين الالعاب المختلفة ..
ولأن ليختنشتاين ليس لها شاطئ بحرى فقد جعلوا جزءاً من الشارع بلاج ..

مجرد شماسى ورمله وكراسى بحر ..
من الشارع السياحى يوجد مكان يُعد من أجمل الاماكن فى إلتقاط صورة جميلة من صور ليختنشتاين ..

لماذا امارة ؟

إمارة ليختنشتاين تذكرنى بأثرياء العصر الملكى زمان .. أصحاب الاطيان والضياع وكانت تسمى القريه بأسم صاحبها ..

وكذلك الحال بالنسبة لإمارة ليختنشتاين .. أسرة المانية ثرية  فى العصور الوسطى قامت بشراء مقاطعتى شلينبرج وفادوز فى عامى 1699 و 1712م .

وفى عام 1719 سميت المقاطعتين باسم العائله المالكه ليختنشتاين ..ومن هنا جاء أسمها ..

وتمتعت الإمارة بالحكم الذاتى فى عام 1806م وكانت الإمارة مرتبطة بشكل وثيق بالنمسا حتى الحرب العالمية الأولى.

يذهب إليها السياح فى الشتاء للتزلج على الجليد، فأعلى إرتفاح فى الإماره هو 2599 متراً

ويذهب إليها السياح فى الصيف للمشى لمسافات طويله على الجبال وللتسلق ..

ونحن ليس لنا فى التزلج على الجليد .. وليس لنا فى تسلق الجبال .. فنحن قادمون من أرض الحرث والزرع وغلبة الصحراء فى ربوعها .

ويكفى من زيارة ليختنشتاين القلعتين والشارع ..
وهيا … انطلقوا يارجال إلى سويسرا
….
لكن 

لأن

لكن

لأن