تفاصيل المعركة الأخيرة قبل وفاة حلمي بكر.. حقيقة الحبس والاختطاف في الشرقية

تهديدات وشائعات وشكاوى في النقابة واستغاثات بالتلفزيون .. هكذا تفاقمت أزمة مرض الملحن الكبير حلمي بكر فجأة ما بين عشرات التفسيرات عن حقيقة ما يتعرض له الملحن الشهير صاحب الـ 86 ربيعا.

بكر الذي لا يتوقف عن اثارة الجدل، كان طوال حياته الفنية معروفا بجرأته في التفكير والتعبير ولا يقول سوى ما يقتنع به دون مواربة أو تجميل

وهو ما كان يغضب الكثيرين منه ويدفع به الى مشاكل ومعارك شهيرة خاضها بكر مع مطربين ومطربات من الجيل القديم والحديث

وحياة حلمي بكر الشخصية هي الاخرى كانت مثار اهتمام ودهشة المتابعين له من الجماهير، بما تحمله من تفاصيل توضع أمامها علامات الاستفهام الكثيرة

فتعدد زيجاته عبر عمره الطويل وعدم اكتراثه بتقدم العمر كان دائما مثار تساؤل ودهشة أيضا

لكن تأتي الواقعة الاخيرة لتزيد فوق هذه الدهشة تعاطف عام من الجمهور الذي يشاهد حلمي بكر للمرة الأولى في الجانب الأضعف.

 

رواية نادية مصطفى

أول من بدأ بالحديث عن مجريات الأمور كانت الفنانة نادية مصطفى التي منذ انتخابها في مجلس ادارة نقابة الموسيقيين وهي تأخذ كل قضايا زملاءها على محمل الجدية ولا تدخر جهدا في حل مشكلة أو التدخل لانقاذ أحد.

مصطفى كشفت في البداية عن ما وصل لها من معلومات قائلة :

بداية، أحب أن أوضح أنني أحاو باستمرار التواصل معه خلال الشهر الماضي وحتى اليوم، ولكن زوجته تحمل هاتفه وترفض الرد علي

والموضوع بدأ يقلقني حينما أرسل لي شخص قريب من حلمي بكر تسجيل، وفيه إنه تتم المعاملة معه بمنتهى الإهانة، ولا يجد الرعاية الطبية اللازمة لحالته الصحية

وحاولنا أنا وبعض الزملاء زيارته في منزله ولكن لم ننجح، وعلمنا لاحقا أنه موجود في الشرقية ولكن لا نعرف أين بالضبط.

وأضافت نادية مصطفى:

ابنه هشام حاول يكلمه ولكن زوجته ردت عليه وقالت له أنا برا لما أوصل البيت هخليك تكلمه، ولحد دلوقتي مش عارف يوصله.

ومفيش حد قدم بلاغ للنقابة، ولكن إحنا مش هنسيبه وهنفضل جنب منه وإن شاء الله هنوصله.

وواصلت الحديث :

أستاذ حلمي بكر بالنسبة لي عشرة عمر بعتبره أبويا وأخويا وصديق عائلة، وطول عمره بيساندني فأنا بدين له بفضل كبير.

في فترة تعبه اللي كان فيها في المستشفى كنت بزوره لغاية ما خرج، وخرج على رجليه وكان زي الفل ومفيش أزمة.

خرج على بيته اللي في حدائق الأهرام لأن كان ساعتها منفصل عن زوجته، بعد كده سمعت إنه رجع بيته في المهندسين وكنت بزوره كل يوم تقريبًا في وجودها.

وطبعًا نقلت الصورة للأستاذ مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، لأن أستاذ حلمي مكنش بيتحرك، ومجلس إدارة النقابة كلهم أجمعوا أننا تحت أمره يشوف هو عايز إيه ونعمله.

وتابعت:

أنا عرضت على الأستاذ حلمي إنه يروح مستشفى ورفض وقالي لو خرجت من البيت مش هعرف أدخله تاني، وأنا احترامًا ليه وإنه مش عايز مشاكل

طلبت له دكتور في البيت وعمل اللازم، وكل يوم كنت بشوف حالته بتتدهور عن الأول، وأحيانًا مكنش بيركز وكان بيقول كلام غريب، ووصلت الصورة تاني لأستاذ مصطفى كامل، وأخدنا قرار بنقل أستاذ حلمي المستشفى اللي هو عايزها.

وأضافت: وبناء عليه اتفقت مع دكتور عاطف إمام ومع أستاذ حلمي نفسه، قولتله مش أنت عايز تروح مستشفى القوات المسلحة؟ هندخلك هناك وهو كان موافق

ولما تواصلت مع السيدة زوجته قالتلي خلاص هو جاله أمر بالعلاج على نفقة الدولة، وأفاجأ أنها خدته على البلد عند والدتها ومودتهوش مستشفى

ومبتردش خالص عليا، كل ده علشان أنا وصلت الصورة للنقابة وأعضاء المجلس، وقالتلي كنت فكراها شهامة منك وجدعنة ومكنتش أعرف أنك جاية تبع النقابة

وده كان أول صدام بيني وبينها، والمفروض إنها شافتني من أول مرض الأستاذ حلمي وأنا معاه.

وأردفت: تواصلت مع ناس يعرفوه وكانوا بيطمنوني عليه، وأنا كنت عايزة أشوفه ولاقيت حد قريب جدًا من والدتها هناك وصعب عليا أستاذ حلمي لأن هو كان بيتعامل معاملة فيها إهانة، وآخر مرة شوفته من حوالي 3 أسابيع أو شهر، لأنها مسمحتش أن أنا أروح أزوره.

واستكملت: في كلام تاني قاله ليا أستاذ حلمي وتفاصيل أنا مش هينفع أقولها، هو مغلوب على أمره والموضوع كبير

ولما احترمت رغبته وجبت له دكتور في البيت واليوم ده أنا فضلت واقفة في الشارع ومفيش حد عايز يفتحلي.

وانهارت نادية مصطفى، قائلة: كلمت حلمي بكر قولتله أنا واقفة في الشارع ومعايا دكتور، قالي أنا مقفول عليا الباب ومفيش حد معايا

قولتله طيب أنا هبلغ البوليس وهكسر الباب، قالي لأ مش عايز فضايح، وحارس العقار اللي جمب بيته نط من الشباك وفتحلي الباب

وطلع أخو زوجته معاه جوا وهو كان بينده عليه ومبيردش ونايم.

واختتمت نادية مصطفى: أستاذ حلمي بكر من حقه علينا أننا نشوف راحته ونشوف هو عايز إيه، وأنا بشكر هشام أنه بيعمل واجبه تجاه والده

ومحدش يقدر يلومه، وبضم صوتي لصوته أن أقل حاجة نقدمها لأستاذ حلمي نرد له جزء من الجميل.

 

اتهامات الابن

على مسافة من مخاوف نادية مصطفى، خرج “هشام” النجل الوحيد لحلمي بكر ليكشف المزيد عن تفاصيل الحالة الصحية لوالده، مؤكدًا أن والده يمر بأزمة صحية وحالته متدهورة

كما أن هناك مشاكل كثيرة صحية يعاني منها، منها مشاكل في الكلى وذلك بسبب تقدمه في العمر ما أثر على ذاكرته وقدرته على التركيز.

وأن زوجته تستولى على كل شيء، ولا أحد يستطع التواصل معه حاليًا.

وقال هشام حلمي : زوجته الحالية تستولى على كل شيء، ولا أحد يستطيع التواصل معه حاليًا، وهناك كلام عن تعرض حلمي بكر للتعذيب وتهديد بالاغتيال من أهل زوجته، لافتا إلى أن مشاكله مع زوجته منذ 7 سنوات والعديد من الفنانين والمقربين يعلمون تفاصيل هذه المشاكل.

وأضاف هشام خلال مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي:

أنا عايش في أمريكا منذ 15 عامًا، وكل عام آتي إلى مصر لزيارة مدتها أسبوعان، وعمي كلمني منذ يومين عن ضرورة حضوري للقاهرة لأن والدي في أيامه الأخيرة.

وأردف: كنت على اتصال دوري به خلال فترة كورونا، ولكن منذ فترة كورونا لم أستطع رؤيته، وكان آخر مرة رأيته في عام 2019

والعديد طلب مني الحضور إلى القاهرة نظرا لوجود العديد من المشاكل التي تواجه والدي بخلاف مشكلته الصحية.

 

 

رد الزوجة

سماح القرشي، الزوجة الحالية للموسيقار حلمي بكر، ردت بالطبع على الاتهامات التي وجهها لها نجله وقالت :

ابنه كان الشهر الماضي هنا في مصر ولم يرض زيارة والده حينما طالبه والده أن يأتي له، ونحن من ألححنا عليه لكي يزوره وهو مريض، ولكنه رفض .. لماذا رفض ؟

وإذا أنكر فأنا معي تسجيل صوتي له، حيث قال نصًا “صعب أجي من التجمع للمهندسين”، وهو بالفعل تحدث في التليفون من أيام

وقلت له كمان شوية كلمني علشان أخلي بباك يكلمك وماتكلمش تاني، وقالي لو سمحتي ودِّي بابا بيته في المهندسين.

أما بخصوص تطورات حالته الصحية، قالت : عنده كهربا زيادة في القلب ومنع نفسه من الاتصالات، ثم تلاها مشاكل كلوية ومياه على الرئة حاولنا نعالجها علشان منلجأش للغسيل، والحمد له لم نصل لتلك المرحلة

وطبيبه المعالج الدكتور محمد سلامة، وعدينا خط الموت في فترة قصيرة جدا.

وحول احتجازه وعزله عن أهله، فقالت : إخواته جم علشان ياخدوه معرفش مين بعتهم ورفض الذهاب معهم وقال لهم لن أغادر بدون ماما، وهذه أمي أنا

وعندما تدهورت حالته الصحية في المهندسين رفض حلمي بكر الذهاب للمستشفى  لمدة أسبوعين وأكثر، وقال مش هروح مستشفى، وقلنا نخليه يغير جو في هواء نظيف، فجينا هنا في كفر صقر الشرقية علشان أرعاه وعلشان أهلي يساعدوني فيه

خاصة أن الحمل كان عليا تقيل، ومعدناش إمكانيات أننا نوديه مستشفى خاص لأن أمواله سرقت من مدير أعماله ومكنش ينفع نسيبه كدا.

وبالعودة الى تصريح نجله بشأن خطفه وتعذيبه، قالت سماح القرشي : الأستاذ قالي بعد ما الكلام ده اتنشر، هو أنا عيل صغير عشان أتخطف؟

وأنا أقول لكم أنه هو من رفض العودة مع إخوته للقاهرة، وقال لهم لن أغادر.

وعن عدم ردها على الاتصالات قالت: مين قال كدة؟ احنا بنرد على الأرقام المعروفة المسجلة على تليفونه، لكن بقية الأرقام غير المعروفة مش بعرف أرد عليها.

فيه صحفيين كتير بيتصلوا وأنا عندي بنتي في مدرسة وأنا مشغولة معاه، وأهلي بيساعدوني وما فيش إمكانيات ندخله مستشفى كبيرة وما ينفعش يدخل أي مستشفى.

وواصلت حديثها:

مسموح لأي حد يزور حلمي لا نمنع أحد، في حين أنه كان تعبان لمدة أكثر من ثلاثة أشهر ولم يأت أحد لزيارته

وهو نفسيا تعبان وبيقول الناس كانت محتاجاني لما كنت على الشاشة ولما تعبت محدش فاكرني.

وختمت : حلمي بكر يحتاج للرعاية الصحية والمتابعة، وتعافى في أسبوع، بعد مساندتي أنا وأهلي له

هو مر بأزمة في شهر 12 الماضي وبقاله 3 شهور تعبان، مش قاعد في الأرياف ولا مرمي زي ما بيقوله، موجود في الشرقية مصنع الأبطال.

 

النقيب غائب

في أزمات مثل الحالية، عادة ما تتجه الأنظار الى النقيب، ولأن النقيب الحالي للموسيقيين هو مصطفى كامل، كان منطقيا سؤاله عن رد فعل النقابة تجاه ما يتعرض له الموسيقار

ولكنه بدا خالي الوفاض من الحيل والحلول، وعلق : أنا الآن في وضع حرج ومضطهد ويتم استخدام اسمي والإساءة لي

ومنذ ستة أشهر يتم النيل من سمعتي لمجرد أني كنت داعما للموسيقار الكبير حلمي بكر، والذي هو بمنزلة والدي. ولكني أيضا  تم الافتراء عليّ أكثر من مرة حتى أبتعد عن الأستاذ حلمي.

وحول وضع الموسيقار  حلمي بكر حاليًا، قال: الوضع معروف منذ 5 سنوات، ومن المفارقات التي لا يعرفها أحد أن منزلي في العمارة المقابلة لمنزل الموسيقار الكبير حلمي بكر مباشرة.

وعلاقتي بالموسيقار الكبير ممتدة منذ عام 1994، وهو صديق عمري وأنقذته من الموت، ويتم استهدافي بسبب دعمي له

وقيل إني رافض علاجه وأن مستشفيات النقابة نصبت عليه من أناس معينة.

وأضاف: مدام نادية مصطفى لديها رسائل صوتية عن حاته، وحالته في منتهى الخطورة ولازم حد من أهله يتدخل ويقدم بلاغ ويحرر محضر لأنهم المخولين لفعل هذا.

وواصل حديثه:

نفسي أعمله حاجة، آخر مكالمة بيننا منذ شهرين، وقلتله مش عارف أجيلك وقالي أنا عارف ليه، وأنا تحت رهن الأستاذ حلمي بكر

ومعرفش هو فين، حتى نادية مصطفى لا تعرف مكانه.

 

صمت الأهل وبيان النقابة

في ظل رفض اخوة بكر تقديم بلاغ أو انقاذ شقيقهم ونقله للمستشفى، وفي ظل غياب الابن الذي اكتفى بالصياح عن بعد

وأيضا في ظل تراجع النقيب عن التصرف بسبب حساسية موقفه ناحية زوجة بكر، فقد اجتمع مجلس ادارة نقابة الموسيقيين

وأعلن بعدها د. محمد عبد الله المتحدث الرسمي باسم نقابة المهن الموسيقية، اتخاذ النقابة للإجراءات القانونية، بشأن إساءة زوجة الموسيقار للنقيب مصطفى كامل.

حيث أصدرت النقابة بيانًا كالتالي:

تستنكر نقابة المهن الموسيقية ما تم تداوله في وسائل الإعلام على لسان زوجة الأستاذ الفنان حلمي بكر، من افتراءات ليس لها أساس من الصحة

مفادها عدم وقوف النقيب العام إلى جانب الأستاذ حلمي بكر، في الأزمة الصحية التي تعرض لها مؤخرًا!، وهو كلام يجافي الحقيقة تمامًا..

حيث إن أولًا: النقيب العام تربطه علاقة صداقة شخصية قبل توليه منصب النقيب العام مع الأستاذ حلمي بكر.

وثانيًا: وقوف السيد النقيب العام إلى جانب الأستاذ حلمي بكر طوال فترة خلافاته مع زوجته، في جميع المواقف التي تعرض لها من أزمات.

 

محاكمة مدير أعمال حلمي

في الوقت الذي يصارع فيه بكر المرض، تجاوره معركة آخرى تحمل اسمه ولكن في المحاكم، حيث يواجه مدير أعماله تهمة الاستيلاء على مبلغ مالي يقدر بـ2 مليون و280 ألف جنيه.

حيث تنظر محكمة جنح العجوزة يوم 25 مارس، جلسة محاكمة مدير أعماله بزعم الأخير إدخاله في مشروع وهمي.

وكانت جهات التحقيق قد استمعت في وقت سابق إلى أقوال المحامي سامح ثابت، وكيلًا عن الموسيقار حلمي بكر في بلاغه ضد مدير أعمال

والذي أكد أمام جهات التحقيق أن المشكو في حقه استغل مرض موكله للاستيلاء على أمواله.

فيما طلبت جهات التحقيق بسرعة التحري حول الواقعة لكشف ملابسات البلاغ

واستدعاء المشكو في حقه للاستماع إلى أقواله على سبيل الاستدلال.

وكان محامي الموسيقار قد اتهم مدير أعماله السابق بالنصب والاحتيال بعد إيهامه بإيداع المبلغ المالي في أحد البنوك لربطها بشهادة 18%.

وحضر أحد موظفي البنك لمحل إقامة موكله لأخذ توقيعه، واكتشف عقب ذلك قيام المشكو في حقه بتحويل المبلغ لحسابه الخاص.