حفظي عن أزمة أحمد شوقي المدير الفني للمهرجان : لا مجال للجدعنة !

حالة من التوتر والترقب يعيشها كل العاملين في الوسط السينمائي وخاصة فريق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد موجة الهجوم الكبيرة التي نالت من الناقد أحمد شوقي ليلة أمس.

الهجوم أطلقته لجان إلكترونية خاصة بألتراس النادي الأهلي، بعد وقت قليل من اعلان المهرجان عن قرار وزيرة الثقافة بتعيين شوقي رسميا في منصب المدير الفني.

وهو المنصب الذي قام به بشكل غير رسمي في الدورة السابقة، مع وفاة الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله.

وكان قد أحيط بدعم ومباركة فريق المهرجان، خاصة مع اخلاصه في الوفاء بالتزامات المدير الفني الراحل الذي لم يجهز الدورة كاملة قبل وفاته.

وقد قوبلت موجة الهجوم هذه، بكثير من الأسئلة الاستهجانية عن شخصية شوقي وسبب تعيينه في هذا المنصب.

خاصة أن الهجوم عليه لازمه وسم “فضيحة مهرجان القاهرة” وانطلق في سويعات قليلة عبر تويتر ليتحول إلى ترند

تعدى ٤٠ الف تغريدة .

مجتمع تويتر المصري لم يفهم في البداية كواليس الموضوع.

ولكن الحقيقة هي أن هناك ثأر قديم بين شوقي وألتراس الأهلي.

فالأول هاجم الألتراس من خلال منشورات سابقة له. أشهرها منشور عام 2014.

ما تسبب في وضعه في قائمة سوداء، وحينما لمع اسمه من جديد بسبب منصبه الجديد، عادت الذاكرة لرجال الألتراس الذين أمطروه بالهجوم على كل المنصات.

الهجوم على شوقي دفعه لاغلاق حسابه على فيس بوك، خاصة بعدما اعترته حالة من الرعب حينما اكتشف أن “الالتراس” قاموا

بتصوير منشورات قديمة له يهاجم فيها رئيس الدولة المصرية.

وقام بعدها شوقي بتحويل حساباته على المنصات الآخرى تويتر وانستجرام الى حسابات مغلقة.

 

موقف المهرجان ومحمد حفظي

مع تزايد وتيرة الهجوم بعد الفجر، بدأت الاتصالات تنهال على رئيس المهرجان المنتج محمد حفظي.

خاصة وهو واحد ممن ستتم محاسبتهم على توصية وترشيح شوقي لهذا المنصب.

حفظي تعامل في البداية مع الأزمة بروح شجاعة، وأخبر الجميع أنه لا يرى أحمد شوقي مخطئا ولا يرى صلة بين حملة الهجوم، وأحقيته في منصبه الجديد.

فشوقي، ناقد معروف عنه المهنية والمهارة، ويشهد له بذلك أغلب العاملين في مجال المهرجانات وصناعة السينما.

أما ما يخص آراؤه، فمكانها الطبيعي حسابه الشخصي -على حد قول حفظي-.

وقد قال حفظي لواحد من فريق المهرجان خلال مكالمة مسجلة تم تسريبها على نطاق ضيق من ساعات، أنه لا يمكن محاسبة شوقي على آراء قديمة له قبل تولي منصبه وتمثيله ادارة المهرجان رسميا.

ولكن المدهش أن هذا الموقف من حفظي تغير في الصباح، إزاء مكالمة تلقاها من واحد من أحد أعضاء اللجنة الاستشارية العليا الخاصة بالمهرجان في وزارة الثقافة.

المكالمة نقلت لحفظي مدى خطورة تأثير هذه الحملة على سمعته هو شخصيا. وأنها من الممكن أن تقلل من أسهمه عند القيادات.

الأمر الذي عقب عليه بجملة واحدة “مش هجامله على حساب الشغل .. ولا مجال للجدعنة لو الموضوع وسع عن كده”.

تغير موقف حفظي المفاجيء، تلاه قيام أحد فريق المهرجان بحذف المنشور الخاص بقرار تعيين شوقي كمدير فني..

من الصفحة الرسمية للمهرجان على فيس بوك.

وهو التصرف الذي قد يعكس مدى جدية المهرجان في الرغبة في احتواء الأزمة.

من ناحية آخرى، قال حفظي لواحد من فريقه، أن ما يضر شوقي فعلا في الوقت الحالي هو أن كل اراؤه السياسية تم ادراجها في ملفه الأمني.

وهو ما قد يؤثر على كل فرصه المستقبلية في التصعيد داخل المهرجان أو في أي مجال فني تشرف عليه الوزارة مباشرة.

 

بعض المنشورات التي تم ارفاقها بحملة الهجوم على أحمد شوقي

موقف المجتمع الاعلامي

على خلفية كل ما حدث، والتسريبات عن موقف حفظي، انقسم الوسط الاعلامي الى قسمين، قسم دافع عن شوقي لمصالح مشتركة أو معرفة قديمة.

وقسم استغل الفرصة لتصفية حسابات ايضا قديمة، أو بدافع الغيرة من نجاحه الساطع.

هكذا أصبح هناك فريق جديد من غير محبي شوقي والمرجحين لاستبعاده عن منصبه.

فريق ثالث رأى أن شوقي عليه أن يقدم اعتذار فورا للألتراس، ويتحجج بأنه خانه التعبير في منشوراته السابقة، ويظهر بعض التعاطف.

ورجح بعض زملاء الناقد الشاب، أن تقديم الاعتذار سيكن في مصلحته لسببين.

أولا رفع الحرج عن صديقه محمد حفظي الذي لم يعد موقفه الداعم تجاه شوقي قويا، خوفا على مصالحه هو شخصيا.

وثانيا للحفاظ على منصبه الجديد الذي سيساعده على مزيد من الانتشار على مستوى الصناعة.

والترقية أكثر في مجال بذل فيه عمره.

وثالثا، اغلاق الباب أمام كل من لا يحبون شوقي شخصيا واستغلوا الأزمة للمزايدة عليه.

 

بعض من منشورات الاعلاميين تعليقا على أزمة أحمد شوقي