لأول مرة في المغرب : تظاهرة أونلاين من فناني الشارع

لأول مرة هي في المغرب ، وربما في الوطن العربي كله، أن تقرر فئة شعبية نقل احتجاجاتها الى عالم الديجيتال.

فالتظاهرات زمان عرفت بالتجمع والتنديد وأحيانا العسكرة في نفس المكان لأيام، ولكن فنانو الشارع في المغرب بادروا هذه المرة الى تقليعة جديدة حتى لا يخرقون القانون.

وتحت شعار “زوم على فنّاني الشارع”، نظموا وقفة احتجاجية افتراضية استهدفوا فيها وزارة الثقافة والشّباب والرياضة في المغرب.

حيث عانى الفنانون المستقلون في المغرب من الحجر الصحي الذي امتد شهورا ضمن اجراءات حكومية لمكافحة انتشار عدوى كوفيد 19.

وتسبب هذا الحجر في ضّررا بالغا لحق بهم طيلة ثلاثة أشهر من التوقّف عن العمل، ليحرمهم من الوصول الى مورد عيشهم الوحيد .. الشّارع.

وعَرفت هذه “الوقفة الاحتجاجية الافتراضية” التي نظّمتها فدرالية المغرب لفنون الشّارع، تقديم شهادات لفنّاني شارع من العديد من مدن المملكة.

ولم تَخْلُ طبعا من إبداعات فنية تُفصِحُ عن مكنوناتهم الإبداعية غيرَ المثمَّنة.

وجاء في إحدى التصريحات :

“لا نطلبكم (بمعنى لا نتسوّل منكم)، هذا حقّنا”.

ومنها أيضا ما أثار عوائق الاستفادة من الدّعم الاستثنائي المخصّص للإبداع برسم دفاتر التحملات التي نشرتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة.

وكان هذا “الاحتجاج الرّقمي” فرصة أيضا لتجديد الحديث عن “مشاكل الترخيصات”، التي يضطرّ معها البعض لتنظيم مهرجانات في الشارع دون ترخيص ولا دعم ولا اعتبار.

ويقول في هذا السياق أحد فناني الشارع المتدخلين من مدينة مرّاكش:

“كأنّ هناك خوفا لدى المنتَخبين المخاطَبين من أنّنا نجمَع الناس، وممّا سنقوله لهم”.

خاتما حديثه بسؤال استنكاري: “هل مازلنا في عهد البصري أو غيره؟”، (أي إدريس البصري، وزير الداخلية القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني).

لأول مرة في المغرب