مشاركة عربية كبيرة في مونبلييه السينمائي هذا العام .. 15 فيلم

مشاركة عربية كبيرة في مونبلييه السينمائي هذا العام .. 15 فيلم

لأن مهرجان مونبلييه السينمائي يعني في المقام الأول بانتاجات دول البحر المتوسط ويسعى لتوثيق نشاطهم السينمائي، لم يكن غريبا حضور مصر بفيلمين ضمن البرنامج الخاص بالدورة 42 للمهرجان والتي تنطلق بين 16 و24 هذا الشهر.

الفيلم المصري الأول هو “إحكي لي” الذي سبق وأنتجته المنتجة والمخرجة ماريان خوري قبل أكثر من عام. وهو فيلم وثائقي يحكي عبر شخصيتين أم وابنتها، ما عايشته أربعة أجيال من النساء في نفس العائلة التي ترجع أصولها لبلاد الشام، وترتبط حياتهم طوال الوقت بالسينما.

من اسكندرية للقاهرة، مرورا بباريس وهافانا، تحكي الأم وابنتها قصة حميمة عابرين بأزمنة مختلفة ليقصوا كيف كانت أقدارهم ايضا مختلفة. وقد تغيبت نجمة ومنتجة العمل عن عرضه بسبب ظروف كورونا التي أحالت دون سفرها على حد قولها، ولكن اعتبرت عرض الفيلم في مونبلييه اضافة كبيرة، كونه ثاني أكبر مهرجان سينمائي في فرنسا بعد كان.

أما الفيلم الثاني فهو “حدث ذات مرة على القهوة” للمخرجة نهى عادل، ويشارك في قسم الأفلام القصيرة، تدور أحداثه في أمسية صيفية حارة عام 2018، حيث وجد باسم، وهو مشجع لكرة القدم وطالب في جامعة مرموقة؛ نفسه في إحدى الأحياء الفقيرة القديمة في القاهرة في بداية مباراة كأس العالم بين مصر وروسيا. لقاء لا يرغب مطلقًا في تفويته وسيتابعه على شاشة تلفزيون مقهى في الشارع. إنها بداية ليلة مجنونة!

 

نصيب الأسد للمغرب : المغرب لها نصيب الأسد بأربعة أفلام

بخلاف الفيلمين المصريين، تتنوع المشاركة العربية الكبيرة، التي حاز أكبر نصيب فيها السينما المغربية، حيث تشارك المغرب بأربعة أفلام، الاول هو فيلم “اتصال زنقة” للمخرج اسماعيل العراقي الذي يدور في ساعتين حول الجزء المجنون من مدينة كازابلانكا، حيث يرصد رحلة رجاء ولارسين الذان تجمعهما موسيقى الروك وآمالاهما المرهونة بصوت رجاء الذهبي وجيتار لارسين المغطى بجلد الثعبان، وسعيمها لأغنية تجمعهما وتحقق لهم النجاح المنشود. والفيلم حصل على دعم انتاجي من فرنسا وبلجيكا، ويشارك في بطولته خنسة بطما، وأحمد حمود وسعيد بيه.

الركض وراء الأحلام .. موضوع مشترك بين كل الانتاجات العربية الحديثة

ومن المغرب أيضا يأتي فيلم “فادما” للمخرج جواد رهاليب، الذي تدور أحداثه في اطار شاعري حول حياة دوار صغير في الريف المغربي، حيث يبدو أن الوقت قد توقف في قلب الصيف، والعمل في الحقول نادر. يقضي الرجال وقتهم في المقهى أو يأخذون قيلولة، بينما النساء تحمل مشروبات في أيديهم والأطفال على ظهورهم، يمشون لمسافة طويلة إلى الربيع. رحلة عمل عمرها يبدو وكأنه ألف عام ويستمر الوضع حتى وصول فادما.

فيلم ثالث من المغرب أيضا هو “ميكا” للمخرج اسماعيل فروخي، يدور حول ميكا .. طفل من حي فقير في مدينة مكناس، يتم دفعه للعمل في نادٍ للتنس بالدار البيضاء يرتاده شخصيات مهمة، والطفل على استعداد لفعل أي شيء لتغيير مصيره، هنا تلاحظه صوفيا، وهي بطلة سابقة تأخذه تحت جناحها وتساعده في الوصول الى مبتغاه.

أما رابع فيلم من المغرب هو “محطة الوصول” للمخرج سعيد حنيش بن العربي، وهو فيلم قصير تم انتاجه بدعم فرنسي، وتدور أحداثه عام 2004 في المغرب حيث قضى عادل البالغ من العمر 11 عامًا أيامه يلعب مع مجموعة أصدقائه وينتظر الألعاب الأولمبية الأخيرة لمعبوده العداء هشام الكروج. وسط ذلك يصل والده وشقيقه الأكبر من فرنسا لتتغير تطلعات الصغير.

 

الافتتاح تونسي

أما من تونس، فقد نجح في ملء صالة كاملة من المشاهدين ليلة افتتاح المهرجان، الفيلم التونسي “الرجل الذي باع جلده” للمخرج المثيرة للجدل كوثر بن هنية.

الفيلم كان قد حقق نجاحا كبيرا الشهر السابق فور عرضه في فينيسيا السينمائي ضمن الاختيارات الرسمية للدورة 77، ما دفع ادارة مونبلييه لدعوته أيضا للعرض في فرنسا.

يتتبع الفيلم رحلة سام علي، السوري المُهاجر إلى لبنان هربًا من الحرب في سوريا، وآملًا في الالتحاق بحبيبته في باريس. وعالقًا في لبنان، بلا أي وثائق سفر. ويرتاد سام افتتاحات المعارض الفنية في بيروت ليتناول الشراب والطعام، لينتبه له فنان أمريكي معاصر، ليتعاقد معه ويغير مسار حياته.

وكان قد شارك “الرجل الذي باع جلده” كمشروع في مرحلة التطوير في الدورة الثانية لمنطلق الجونة السينمائي، أثناء دورة المهرجان الثانية.

وفاز بجائزة بي لينك برودكشنز وقدرها 10 آلاف دولار أمريكي.

من تونس أيضا يشارك الفيلم القصير “البانو” أو “الحمام” للمخرجة أنيسة داود، يدور حول عماد الأب الذي يجد نفسه لأول مرة في حياته مع ابنه الصغير ذو الخمس سنوات وحدهما في المنزل، في ظل غياب الأم التي تذهب في رحلة عمل، وتترك الأب ليواجه أعمق مخاوفه وحده.

أما من الجزائر يشارك فيلم “هناك الجزائر” في مسابقة الأفلام الوثائقية، للمخرجة لينا سويلم.

تدور أحداثه حول عائشة ومبروك جدا لينا الذين بعد 62 عامًا من الزواج، قررا الانفصال. انتقلوا من شقتهم المشتركة للعيش في مبنيين متقابلين، لا يزالان في بلدة تيير الصغيرة حيث استقروا معًا عندما وصلوا من الجزائر، منذ أكثر من 60 عامًا. ومع ذلك، تواصل عائشة إعداد الطعام لمبروك وإحضار وجباته كل يوم. ومن جانبه، يواصل مبروك مسيرته الانفرادية والصامتة في مركز التسوق. لقد مروا معًا بهذه الحياة الفوضوية للعمال المهاجرين، واليوم، يبدو أن القوة التي تقاسموها لفترة طويلة قد اختفت. ولكن بالنسبة إلى لينا، يعتبر انفصالهما فرصة للتشكيك في رحلتهما الطويلة إلى المنفى وصمتهما.

 

ثلاثة من لبنان

وفي القسم الوثائقي يشارك من لبنان فيلم “نحن من هناك” الذي يرصد على مدار 70 دقيقة رحلة شقيقان سوريان في العشرينيات من العمر، يقفزان إلى المجهول ويقرران البدء من الصفر في مدن جديدة. بترك كل شيء وراءهم، ولا يفقدون حبهم الشديد للحياة أو روح الدعابة لديهم، وقبل كل شيء أملهم في مستقبل أفضل.

لبنان يشارك بفيلم ثاني ولكن قصير وهو “البيدا” للمخرج جالي عزام، تدور الأحداث في ضيعة لبنانية صغيرة حيث يرتدي جميع السكان أقنعة، ويحتفل الطفل البيدا بسنواته الثماني. لقد وصل أخيرًا يوم تلقينه ليصبح نسخة من الجميع. ولكن الصغير يملأه الشك، فهو غير متأكد من قدرته على التخلي عن كل شيء للانضمام إلى هذا المجتمع ويكون مثل أي شخص آخر.

الفيلم الثالث من لبنان في مسابقة الأفلام القصيرة هو “سكون” للمخرجة فرح شاعر، و يدور في بيروت حيث تكتشف مريم أنها حامل، بينما يغرق زواجها في حالة من الفوضى. وتعيش محاصرة في الأكاذيب والضغط الاجتماعي، لا تحلم إلا بالحرية. وذات يوم تتمرد وتحاول إيجاد طريقة لاستعادة السيطرة على جسدها وحياتها.

 

 

فلسطين بانتاج اجنبي

من فلسطين يشارك ثلاثة أفلام، الأول هو “بين الجنة والأرض” للمخرجة نجوى نجار

والفيلم حاصل على دعم انتاجي من لوكسمبورج وايسلندا وسبق عرضه في كثير من المهرجانات، ويعرض في مونبلييه خارج المسابقة.

تدور أحداثه في عام 1974، حيث اغتيل ثلاثة قادة فلسطينيين في بيروت، تاركين أطفالهم أيتامًا.

واختفى المئات من الأطفال اليهود اليمنيين الذين أعيدوا إلى إسرائيل. ترتبط هذه الأحداث في النهاية ارتباطًا وثيقًا بقصة حب

تدور أحداثها على خلفية الطلاق في عام 2019. ويتناول الفيلم طلاق سلمى، امرأة من الناصرة، وتامر، نجل مثقف فلسطيني شهير قُتل في بيروت.

ويعرض أيضا من فلسطين فيلم “غزة حبي” الذي يشارك في انتاجه قطر والمانيا وفرنسا والبرتغال

وهو للمخرج ين الأخوين عرب وطرزان ناصر.

فيلمين من مصر .. وماريان خوري تغيب عن العرض بسبب كورونا

يدور حول الصياد عيسى البالغ من العمر ستين عامًا، الذي يقع في حب سهام سرًا، وهي امرأة تعمل خياطة في السوق.

يرغب في خطبتها في الزواج. ولكنه يكتشف تمثالًا قديمًا للإله أبولو في شبكة صيده، فيقرر إخفاءه في منزله. وعندما تكتشف السلطات المحلية وجود هذا الكنز الغامض، تبدأ الالمشاكل لعيسى. فهل سينجح في إعلان حبه لسهام؟

أما الفيلم الأخير من الوطن العربي، فهو “اقدام مارادونا” للمخرج فراس خوري وهو فيلم قصير انتاج فلسطيني بدعم ألماني

ويدور في خلفية كأس العالم 1990، حول طفلان فلسطينيان يبحثان عن صورة “أرجل مارادونا” التي تعتبر آخر ملصق يحتاجان إليه لإكمال ألبوم كأس العالم والفوز بلعبة الأتاري التي يحلمان بها.

 نقلا عن مجلة حريتي