شريف عبد البديع يكتب .. رسالة إلى شريهان.. ارجوكي لا تعودي!

رسالة إلى شريهان.. ارجوكي لا تعودي!

كتب: شريف بديع النور

هناك مقوله لأحد المفكرين لا أتذكر اسمه الآن ولكن المقوله لا يمكن نسيانها.. الموهبة مثل الحديد تصدأ بقلة الاستعمال.. مقولة تحتاج النجمة الكبيرة الموهوبة شريهان بمن يذكرها بها الآن..

بعيدا عن الأحاديث العاطفية دعونا نبحث في اجابات بعض الاسئلة.. نبدأ بسؤال مهم.. كيف صنعت شريهان اسطورتها؟ أجيبك: صنعتها من عنصرين رئيسيين..

الأول ارتبط بما قدمته من أعمال فنية قدمت فيها كل شيء، شيريهان – بجوار نيللي- ماركة مسجلة في فوازير رمضان، في وقت كانت فيه الفوازير عمل ينتظره الناس من العام للعام ويكاد لا يتصور وجود شهر رمضان بدون، الفوازير نفسها لم يعد لها الآن نفس الأهمية، لكن وحتى آخر فوازير قدمتها شريهان عام 1995 وهي فوازير “حاجات ومحتاجات” كانت شاشة التلفزيون في رمضان تعني بوضوح وبساطة الفوازير وألف ليلة وليلة ومسلسل اجتماعي ومسلسل ديني، لم يكن هناك كل هذا الزخم والمنافسة..

شريهان برعت في تقديم الفوازير كما برعت في تقديم ألف ليلة وليلة ، بل وأصبحت مدرسة حاولت كثيرات تقليدها فيما بعد ولم يفلحن.

لكن

لم يكن نجاح شريهان في تقديم الاستعراضات فقط، بل قامت شريهان بتقديم مجموعة من أهم الأعمال في المسرح والسينما، في المسرح مثلا مسرحية “سك على بناتك ” والتي قدمتها مع الاسطورة فؤاد المهندس و مسرحية “شارع محمد علي” التي قدمتها مع العملاق فريد شوقي، وهي مسرحيات نشاهدها حتى الآن ورغم تكرار مشاهدتها لا نشعر بأي ملل.

أما في السينما فآخر أدوارها كان فيلم “العشق والدم” ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الاسكندرية السينمائي..

القائمة التي تحفل بالأعمال المتميزة لشريهان على مدار أكثر من ربع قرن من العمل الفني بدأ من عام 1975 حتى عام 2002 تقريبا لا تنتهي.

ولكن هل اسطورة شريهان تتعلق بما سبق فقط ؟

ألا تتعلق الاسطورة أيضا بغيابها قرابة عشرين عاما عن المشهد؟؟ غياب لم نرها فيه ولم نعرف شكلها وارتبط بأساطير خاصة بعلاقتها بنظام مبارك وابنه

وغيرها من الحكايات التي رغم نفيها من جانب شريهان مؤخرا إلا أن النفي لم يستقر كحقيقة في وجدان الجمهور..

شريهان عندما غابت عن الساحة الفنية كان عمرها 38 سنة، كانت في عز شبابها ونضوجها كأنثى

هكذا ارتبطت في أذهان جمهورها، أفيش آخر فيلم لها تظهر شريهان ووالأنوثة والشباب يتقافزان من عينيها ووجنتيها..

الفيلم الذي كان ختام الصورة الذهنية لشريهان عند جمهورها كانت تؤدي فيه شريهان دور عروسة حديثة الزواج يتقاتل عليها الرجال

منهم محمد رياض الأصغر منها بست سنوات وفاروق الفيشاوي الأكبر منها بخمسة عشر عاما..

الطبيعي أن النجم يكبر مع جمهوره، يشاهده الجمهور وهو يتقدم في العمر تدريجيا وتختلف أدواره حسب مراحله العمرية تدريجيا فلا يستغربه الجمهور، شريهان اختفت في مرحلة النضج الانثوي، فهل سيستطيع الجمهور قبولها تؤدي دور الأم مثلا؟ عمر شريهان الأن ٥٧ سنة وهو عمر لا يسمح لها نظريا باداء أدوار البنت الشقية التي تقع في الحب ويتهافت عليها الرجال وتبرع في الرقص والغناء واداء الاستعراضات.. حكم الزمن صعب، هل تستطيع شريهان أداء مشاهد الإغراء الآن؟؟ اليوتيوب مليء بالمقاطع المشاهدة مئات الآلاف من المرات لشريهان بالمايوه مثلا أو لمشاهد اعتبرها الجمهور تحمل جانبا من الإغراء.. حكم الزمن صعب، لا تصدقوا الصور المنشورة لها بعدسة المتميز كريم نور، هناك لقطات لم تستطع فيها الفلاتر العمل كما يجب، الزمن والمرض والبعد عن الاضواء تركوا آثارهم على وجه شريهان كما أي انسان آخر.

أيضا هناك التمرس..

أعود للجملة التي بدأت بها المقال، الموهبة مثل الحديد تصدأ بقلة الاستعمال.. عندما توقفت شيريهان عن العمل كانت موهبتها تتوهج عبر سبعة وعشرين عاما من التمرس والتطور في الآداء والتمرين المتواصل والاحتكاك بعمالقة تشاركهم أدوارهم، الآن وبعد خمسة عشر عاما من التوقف، كيف يمكن استعادة الوهج ؟

بقت نقطة أخيرة، من سيشارك شيريهان البطولة الآن.. هل يمكن أن تستعين بجيلها.. الزعيم عادل إمام والذي تزوجها في فيلم “خلي بالك من عقلك” وأحبها في “مين فينا الحرامي” بينما يؤدي الآن دور الجد؟؟

النجم يحيى الفخراني والذي شارها بطولة فيلم المتشردان؟ طبعا لن نجد كمال الشناوي ولا فؤاد المهندس ولا فريد شوقي ولا جميل راتب ولا فاروق الفيشاوي ، قد نجد الصف الثاني وقتها مثل هشام سليم ومحمد رياض وهم إلى الآن لم يتجاوزا مرحلة الصف الثاني .

اسطورة شيريهان تكتمل بتحولها لأيقونة، نجمة لا نستطيع الوصول لها.. نحكي عنها الاساطير.. نتحدث عنها ونتوق للاستماع لها فلا تطل علينا إلا من بعيد حتى لا نشبع منها أبدا، المستفيد الوحيد من عودتها هم من سيتاجروا بها، أما هي فستخسر هالة الاسطورة المحيطة بها.

نقلا عن مجلة الشباب عدد فبراير ٢٠١٧