سبعة مباديء يرسخ لها أبطال “الجنس والمدينة” في المسلسل الجديد بكل بساطة

لا يمكنك ألا تحب مدينة نيويورك وتتعلق بها اذا كنت من مشاهدين المسلسل الشهير الجنس والمدينة Sex And The City الذي افتتحته سارة جيسيكا باركر عام 1998 واستمر لسبع سنوات قدم خلالها ستة مواسم دسمة وممتعة شكلت وعي أجيال كثيرة حول العلاقات العاطفية والجنسية، وطرحت تنوعًا هائلًا من الأفكار والممارسات وخفايا العلاقات التي لم يكن ليعالجها عمل تلفزيوني بتلك الرقة والكثافة في نفس الحين.

بطلة المسلسل لم يكن اختيارها صدفة وهي نيويوركية أصيلة ترتبط بالمدينة بشكل عاطفي بالغ، جاء جزء من تصديق المشاهدين للعمل بسببها هي شخصيا.

فمن يعيش في نيويورك يرى “باركر” كثيرا ما تسير في الشوارع بحرية وثقة وكأنها تملك هذه الشوارع من زمن ولا تخشى شيئا من زوارها أو قاطنيها.

ولكن العمل الذي علق بالأذهان عقدين وأكثر من الزمان، واستمرت ذكراه مع محاولتين متواضعتين لعمل فيلم سينمائي منه، عاد العام السابق بموسم جديد ولكن بعنوان مختلف ومع غياب واحدة من أهم بطلاته.
مسلسل And Just Like That أو “بكل بساطة” لم يعوض غياب “كيم كاترال” أو سامانثا بسهولة، وهي شخصية ذات حضور لا يملؤه أي ممثل اخر، ولكن كُتاب العمل أضافوا الى أبطاله أربعة آخرين، وأضافوا لحيواتهم كثيرًا من الاثارة في محاولة لملء فراغ السامانثا التي لا تعوض.

مع نجاح الموسم الثاني من المسلسل الجديد And Just Like That والذي كانت اخر حلقاته معروضة في 17 من أغسطس الجاري، فقد نجح العمل في تخطي انتقادات الجزء الأول، وبنص أكثر ثباتا وافكارًا أكثر وضوحًا، رسخ لبعض المباديء التي لم تأت على هوى HBO الشبكة الشهيرة فقط، بل نالت اعجاب الجمهور العصري ممن اكتشف رائعة “الجنس والمدينة” في وقت متأخر.

 

مباديء مسلسل And Just like that

١. لا عار في كشف الجسد بعد الخمسين

ها هي “سينثيا نيكسون” صاحبة شخصية “ميراندا” تظهر في أغلب الحلقات بنصف جسد عار بلا خجل، لترسل رسالة غير مباشرة مفادها أنه لا غضاضة في الكشف عن جسد مترهل على مشارف عقده السادس أو حتى السادس، ولا غرابة في أن هذا الجسد لا يزل يبحث بتلهف عن تجارب جنسية منعشة ومتنوعة عما مضى دون الشعور بأدنى درجة من العار أو الخوف من أحكام الشركاء المحتملين.

نرى “شارلوت” أيضًا في لحظة غيظ وفراغة صبر، تتخل عن حزام الوسط والمشدات ولا تلق بالا بما حل على مظهرها بعد أكثر من عشر سنوات بعيدة عن مجال العمل الذي يلق أكثر من البال الى المظهر المثالي.

مشاهد كثيرة مماثلة عرضها المسلسل ليقل للنساء : عيشوا بحرية ولا تخافوا من العمر أو علاماته.

 

٢. التنوع الكوزموبوليتيان لا يمكن انكاره

نعم لم نر ابطالا مسلمون أو عرب، ولكن سكان المدينة الشهيرة بكل أطيافها كانوا حاضرين، ما بين مكافح يكد في العمل، ومهاجر يبحث عن العاطفة، ويهودي متحضر، وعائلات سوداء فاحشي الثراء، ومزدوجين الهوية الجنسية الذين يصعب التعرف عليهم في مجتمع الميم.

بخلاف المراهقين الآسيويين، والسيدات اللاتين وغيرها من التصنيفات التي تضمها نيويورك بترحاب.

 

 

٣. الحب يأتي مرتين

من كان يتوقع عودة “إيدن” للمشهد من جديد ؟ ومن كان يتوقع موت “مستر بيج” اصلا في الموسم الأول ؟

حياة “كاري يراد شو” كانت مليئة بالمفاجآت من زمان، والحيرة الهائلة التي عاشتها بين أهم حبيبين في حياتها ما كانت لتحسم في خيال أحد بهذه التتمة والكمال .. كلهم خرجوا فائزين.

وكلهم نالوا حب العمر.

والأهم أن “كاري” نفسها فازت بالحب مرتين، تزوجت “مستر بيج” ثم منحها القدر عودة “إيدن” لحياتها من جديد بعدها.

 

 

٤. الجمال فوق كل شيء

هل سمعت من قبل جملة المظهر هو كل شيء ؟ حسنا .. المظهر فعلا هو كل شيء، نعيش في حياة يحكمها رأس المال، ويضع الاعتبارات للأشخاص مرتبي المظهر او الوسيمين.
وجزء من نجاح “الجنس والمدينة” هو اتجاهه الصارخ لتكوين صورة جميلة وأنيقة، وتركيزه على تصدير أبطال مهتمين بالمظهر والأزياء الحديثة، بل ويعملون في مجالات فنية راقية.

المسلسل في مجمله عبارة عن لوحة فنية مغذية ومشبعة للحواس، موسيقى لها شخصية ثابتة وتعلق بالذهن.

وصورة جميلة لديكورات جميلة وأزياء أجمل في شوارع نظيفة طوال الوقت تشعرك أن الحياة بخير وأن ما من سعادة للقلب الا في محيط يسيجه الجمال كعنوان.

 

 

٥. الطموح المهني لا يوقفه الثراء مهما بلغ

حينما تعود “شارلوت” لعملها السابق في بيع اللوحات، وتلهث “كاري” في ترويج كتابها بعد أن تم ايقاف برنامجها على الراديو، وتكد “ميراندا في الدراسات العليا، وتنام “ليسا” وهي تعمل في منزلها بسبب رغبتها في النجاح طوال الوقت بلا شبع أو نهاية لهذا النجاح، ندرك أن أحيانا المال لم يكن الهدف الأقصى للنساء.

النساء يجدن التحقق والشعور بكيانهن من خلال العمل.

وحالة من التنافسية في المسلسل كانت تحرك كل الأبطال .. نراهم يعملون بكد رغم انهم يحظون بحيوات رائعة لا ينقصها شيء، ولم يوقف ترفهم طموحهم في استمرار العمل.

٦. القبح لا ينفي الاثارة

شخصية من الاربعة المضافين الى المسلسل في حلته الجديدة هي “سيما” التي قدمتها الفنانة الهند-بريطانية “صاريتا شودوري”

والتي ظهرت في شخصية ذات اصل لاتيني ولا ينقصها المال ولا الثقة البالغة في نفسها، نراها تطل كعارضة وبأزياء أنيقة رغم غرابة بعضها.

ورغم انها امرأة غير جميلة الملامح، ولكنها تحظى طوال الوقت برجال وسيمين وأذكياء وجيدي المظهر والأخلاق ايضا ..

لا تتورع عن الصيد كلما واتتها الفرصة، والمدهش هو انها تنجح دائما في التقاط الرجال المميزين ومع ذلك تعاني من مشكلات في الثقة فيهم ولا تنجح في الاستمرار طويلا مع اي منهم.

٧. لا غرابة في أن تكن غريب الأطوار

هل سمعت من قبل عن مصمم الأزياء الايطالي فالانتينو ؟ هل جربت في مرة البحث باسمه على جوجل ؟ جرب اذن!
وستفاجأ بعشرات التصميمات الغريبة .. لا قاعدة لها ولا منطق ..

فالانتينو هو من يخلق المنطق ويفرضه على الجميع بحيل متواضعة ولكنه يفوز دائما .. يقود الموضة ويغير قواعد الذوق غالبا .. هكذا اصبح لغرباء الاطوار نصير في عالم الموضة.
ومسلسل And Just Like That يفتح مساحة كبيرة، بكثير من الترحاب لهؤلاء الذين يرتدون من فالانتينو وينحازون للأذواق الغريبة والجريئة في الرداء.

من أول حلقة في المسلسل وهناك الكثير من هذه الغرابة التي ذكرت .. اطلالات جريئة والوان صارخة بقصات غير متوقعة ولا تخضع لمنطق الهندسة في كثير من الأحيان.
ولكنها بشكل او اخر جميلة على من يطلون بها لأنهم نجحوا في تقديم انفسهم كأشخاص جميلة وليسوا غرباء الاطوار !

هنا يعطينا المسلسل درس مفاده : تستطيع ان تظهر فاتنا اذا اردت .. ومهما كنت غريب الاطوار !

 

لكن

لأن

لكن

لأن