فشل حركة انقلاب في ألمانيا .. تفاصيل القبض على جماعة رايخسبورج

قضت سلطات الأمن الألمانية صباح أمس الأربع على محاولة انقلاب في ألمانيا قادتها مجموعة سياسية سرية تحت قيادة شخصية من سلالة ملكية.

قاد هذه المجموعة شخص يسمى هنري الثالث عشر، او “هاينريش” وهو سليل عائلة رويس الملكية، التي كانت تحكم مقاطعات”جيرا وجريز” التابعين لولاية تورنيجيا الالمانية.

هذه العائلة كانت تحكم منذ القرن ال١٢ تقريبا، وكل ذكورهم على مدار قرون حملوا اسم “هاينريش” كوسيلة لتكريم وشكر الامبراطور الروماني “هنري السادس” اللي خصص لهم هذه المقاطعات ملكية خاصة.

 

من هو هنري الثالث عشر ؟

هنريش سليل هذه العائلة الارستقراطية، هو رجل أعمال  بارز يمتلك شركة عقارات في فرانكفورت اسمها Buero Prinz Reuss وشركة تصنيع نبيت الماني، ويملك مال ونفوذ بالغ.

ولكن يبدو ان ولعه بماضي أجداده بخلاف افكاره اليمينية المتطرفة، كانت سببا في نهايته الحالية.

هذا الولع بالماضي لم يكن خفيا، فهو طالما استغل اكثر من مناسبة ليتحدث عنها، منها مؤتمر الأعمال الرقمية سنة ٢٠١٩، حيث قال خطاب بعيد كل البعد عن القمة، تكلم فيه عن اقتصاد المانيا، وبدأ يتطرق لموضوعات مثل ان الماسونيين هم السبب في ضعف المانيا، وان عائلة  روتشيلد هم السبب، وان الضعف الاقتصادي هذا يقف وراءه اليوم الحلفاء، والاقتصاديين والتجار اليهود.

 

ما علاقة هنري الثالث بالانقلاب ؟

القصة انه من بداية سنة ٢٠٢٢، ظهرت جماعة في المانيا اسمها “رايخسبورج” اتخذت من هنري ال١٣ قائد، وبدأوا في الاجتماع عنده في قصر الصيد في تورنيجيا، لكي يخططوا لقلب نظام الحكم والانقلاب لاستعادة امجاد الماضي، ما قبل الحرب العالمية الاولى.

هذه الجماعة تضم فيها أعضاء ذوي ثقل حقيقي في المانيا، منهم على سبيل المثال “رويدجر فون بيسكاتور” الذي كان قيادة في القوات الخاصة مظلات في الماني.

و ماكسميليان ايدر الذي كان قيادة سابقة في الشرطة الالمانية، وايضا القاضية والمحامية “بيرجيت مالساك وينكمان” التي كانت عضو في الحزب البديل الالماني، وغيرهم وصلوا لأكثر  من ٥٠ عضو، ما بين أعضاء في الجيش وقوات الاحتياط والشرطة وبعض الارستقراطيين.

هذه الجماعة خططت للانقلاب في المانيا، لدرجة انهم اشتروا اسلحة بملايين، وخزنوها في قصور ومباني هاينريش، اضافة الى تليفونات قمر صناعي لكي يتواصلوا مع بعض.

وبدأوا في تجنيد قيادات من الشرطة والجيش والهدف هو ارجاع المانيا لسابق عهدها أيام  الرايخ الثاني.

الخطة كانت ستبدأ باحتلالهم البوندستاج او مبنى البرلمان الالماني، واعتقال السياسيين، واحتلال وسائل الاعلام، ثم البحث عن تعاطف شعبي وتنصيب هنري ال١٣ ملك بنظام ملكي قديم بعيد عن النظام الذي وضعه الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية.

 

تفاصيل القبض على جماعة رايخسبورج

عملية القبض على أعضاء جماعة رايخسبورج تمت فجر الأربعاء، بتكليف من المدعي العام الألماني ، وبقوة ٣٠٠٠ شرطي من المانيا عملوا حملة مداهمات الفجر، بعد ما كشفوا هذه الحركة في ابريل الماضي وبدأوا في مراقبتها لتفنيد التهم لهم بالقانون.

وحينما امتدت حركة هذه الجماعة الى العاصمة بغرض التحرك في ساعة الصفر، الشرطة تحركت، وقبضت على ٢٢ عضو من التنظيم على رأسهم الملك المزعوم الامير “هنري الثالث عشر”.

اللافت أنه من ضمن المشتبة فيهم، عضوة اسمها “فيتاليا بي”، والتحقيقات كشفت انها مواطنة روسية، مهمتها تسهيل الاتصالات بين الحركة وبين مسئولين روس.

وهو بالطبع ما نفته روسيا بشكل رسمي وقالت انها لا تتدخل في الشئون الداخلية الالمانية، وايديهم نظيفة.