تحليل : أربعة أسباب وراء فشل أشهر مسلسل للمثليين The L Word : Generation Q

حينما أعلنت شبكة شو تايم من ٣ أعوام عن عودة المسلسل الشهير The L Word ولكن بثوب جديد بعد عقد كامل من الزمان منذ توقفه. تحمس مجتمع الميم عالميًا، ليس فقط لكونه أشهر مسلسل تلفزيوني على الاطلاق يدور حول مجتمع الميم.
ولكن لأنه في ثوبه القديم، كان قد استمر ستة مواسم، رسم خلالهم كثير من العلامات في حيوات الكثيرين.
شجع الكثير على الخروج، علمهم الثقة، وكان بمثابة أرضية صادقة تعكس هموم ومخاوف وطموحات هذا المجتمع.
ولأن صناع الترفيه في هوليود يدعمون هذا المجتمع لأسباب عديدة، أهمها أن التوجه الجنسي المغاير جزء من أجندة الماسونية، وتاليها هو أن أغلب أصحاب رأس المال أصلا من ذوو الميول المغايرة.
فأن مسلسل مثل The L Word كانت له الأذرع مفتوحة والأكف جاهزة للتصفيق مع عودته في حلة جديدة تناسب هذا العصر، حتى ولو بعد عشر سنوات كاملة من انتهاؤه.

الحلة الجديدة كانت بنفس الاسم ولكن مع إضافة كلمة Generation Q في إشارة إلى أن ابطاله، هم أبناء اليوم وابناء هذا الجيل.

ولكن ما كان له أن يصل الى أكبر قدر من المشاهدين دون الاستناد على نوستالجيا الماضي.

فكان استحضار ثلاثة من أهم ابطال العمل القديم، أمر أساسي وحيوي لكي تقوم قومة المسلسل الجديد.

ولكن رغم الجهود الواضحة، ورغم محاولات صناعة مسلسل جيد بمواصفات عضرية، إلا أن هذا العمل استمات للبقاء ثلاث سنوات عبر ثلاثة مواسم جديدة وهزيلة، ومعيوبة ومليئة بلحظات الاستفزاز وخيبة الأمل لدى متابعين هذا المسلسل الايقوني.

في السطور القادمة وبشكل ملخص، نحلل أهم أسباب خيبة الأمل في مسلسل The L Word : Generation Q

 

السبب الأول .. صفر كوميديا

اذا كنت من حلفاء الحظ الذين شاهدوا المسلسل القديم من أول موسم له، فـ بالتأكيد تعلقت ببعض شخصياته وتركت داخلك الأثر .. ولكن في هذه النسخة العصرية من المسلسل ستكتشف أن ملامح الشخصيات ماتت !
الوحيدة التي احتفظت بملامحها هي شخصية “تينا كينارد”، تظهر دائما وهي تشكو، وهي تشك، و هي تعترض، وهي متهورة
وعلى النقيض نضجت شخصية “بيت بورتر” كثيرا، فهي تتمتع بإيجابية ومرونة لم تكن في تكوينها العنيد الثوري، فجأة أصبحت متسامحة وعندها استعداد للخضوع والرضوخ والتخلي وترك الأشياء التي حاربت من أجلها طوال حياتها، ولكن هذه المرة يأتي هذا التخلي لأسباب جديرة جدا بالتغيير، فهي تريد أن تلحق ما تبقى من العمر مع حب حياتها بعد أن قضت أكثر من خمسة عقود تتنقل من علاقة الى الآخرى.. ولكنها في النهاية لا تريد سوى “تينا”.

هذا التغير في شخصيتها قد يبدو تطويرا دراميا، ولكن في المقابل ترك أثرا مملا، على عكس النسخة الأولى من المسلسل كانت الشخصيات مكتوبة بدون مجهود كبير، وكانت خفيفة الظل ومشاهدة حيواتهم ممتعة للجميع.

الموسم الجديد فيه أبطال جدد نعم، ولكن هل أحد يضحك على أي شيء يقولونه ؟

 

السبب الثاني : ظهور رمادي للشخصيات القديمة

اذا كانت المراهنة كبيرة على الشخصيات الخمس الشابة والجديدة التي قدمها المسلسل مثل “جيجي” و”ديني” والآخرين، فلماذا تمت الاستعانة بشخصيات من المسلسل القديم ؟

لا يمكننا أن نلوم على فكرة عودة “تينا” فهي البطلة الأبرز أمام جينيفر بيل، وان كان حضورها متواضعا وفي مشاهد قليلة لا تشبع ولا تغني من جوع.

ولكن السؤال يمتد .. لماذا تم استدعاء شخصية ثقيلة وغير محبوبة مثل شخصية “ماكس” ؟ لماذا تعيدون “دانا” من الموت وتجبرونها على المشاركة في الموسم الجديد رغم أن الممثلة نفسها اعتزلت التمثيل وزاد وزنها لدرجة تغير ملامحها ؟

 

السبب الثالث : جيل متردد وتائه

حينما تمت تقديم شخصيات The L Word لأول مرة عام 2004، كان المسلسل يسعى لاستعراض مخلف شخصيات السيدات ذوات الميول المثلية، ورغم التباين الشديد بين الشخصيات، إلا أنه لم يكن صعبا أن تعجب بأحدهم.

كانت شخصيات جديرة بالاعجاب حتى وان اختلفت معها، كان وقتها مجتمع الميم يعيش تحديا مع انفتاح الورود وزيادة نسبة تقبل العالم لهم.

ولكن اليوم، والعصر غير العصر، بعد عقدين كاملين من الزمان .. مساحة الحرية أكبر، والتحديات أصبحت صفر أمام هذا المجتمع .. ربما هذا هو السبب وراء حالة اللامبالاة التي يجتمع عليها أبناء هذا الجيل .. الجيل كيو الذي قدمه المسلسل الجديد.

خمس شخصيات نعم مختلفة، ولكن يجمعهم شيء واحد .. السطحية ! التفاهة المطلقة ! والشعور المؤكد بالضياع

“جيجي” التي تعود طوال الوقت إلى “نات” .. “سارا” التي لا تعرف ما تريد وتسمم محيط أي شخص تقترب منه .. و”داني” التي تبحث عن الحب بغض النظر عن ما تحتاجه هي نفسها.

دعنا نقل المزيد ..

شخصية “داني” التي قدمتها اللاتينية أريان ماندي، ابنة الأثرياء التي ولدت وفي فمها معلقة ذهب ولكنها مع ذلك تجد صعوبة في ايجاد من يحبها، تقع في اختيار خاطيء وراء الآخر وتكرر في أخطاءها بلا أدنى شعور بالخجل أو الغيرة على الذات.

شخصية “صوفي” التي قدمتها روزاني زايس .. من عائلة مفككة، تعيد ماضي عائلتها بحذافيره، وفاشلة في تقدير ما منحه لها الحظ، غير جديرة بالثقة ولا تعرف ماذا تريد.

شخصية “سارا” التي قدمتها جاكلين توبوني، في الحقيقة هي نموذج كريه على كل الأصعدة .. بخلاف أن الممثلة نفسها غير موهوبة وصوتها ومخارج حروفها كوارثية، قأن الشخصية التي ظهرت على الشاشة مستفزة، لا يمكنك أن تتعاطف معها مع استمرارها في خذلان الجميع وافساد حياة كل من حولها .. شخص مسمم كالتورنيدو يدهس سعادة واستقرار الآخرين ولا يمكنها أن تجيبك بما يمكن أن يسعدها لأنها ببساطة مثلهم كلهم ضائعة.

شخصية “ميكا” الذي قدمه الاسيوي ليو شينج، شخصية ينقصها الكثير .. سطحية مهزوزة الثقة، وهو الآخر ضائع تماما في الحياة لا يعرف ما الذي يريد.

وأخيرا الشخصية الكوارثية “جيجي” التي قدمتها الايرانية زبيدة موافي، رغم ملامح الشخصية اللعوب كثيرة الكذب والخيانة، ولكن صناع المسلسل لم يستغلون جاذبية زبيدة التي تملك قدر كبير من الكاريزما على الشاشة .. تم اهدارها في جمل حوارية فارغة ..

بالتأمل في شخصيا الجيل الجديد، كل شيء ستشعر به منقوص وسطحي وفاقد المعنى.

السبب الرابع : البوتوكس

هذه كانت صدمة الحلقة الأولى من المسلسل .. كل الوجوه مشدودة حد التشويه !
لا ملامح تبقت .. ولا خطوط .. ولا شيء انساني أو طبيعي على الاطلاق !
وكأننا نشاهد مجموعة من الروبوتات تحمل نفس وجوه شخصيات الماضي، ولكن وجوه مثبتة على روبوتات .. وجوه مصنعة بالكامل، لا شيء فيها حقيقي أو طبيعي.
بل إن هناك مبالغة خانقة حتى في المكياج، عكس الماضي كانت الملامح حقيقية وواضحة وبسيطة.
وكأن علامات الزمان كانت ستنتقص من بريق ظهورهم على الشاشة.

سؤال بحق السماء للجميع : لماذا تركتم الأبطال القدامى يشوهون أنفسهم ويظهرون بهذا التشويه أمام الجميع ؟

لماذا لم يقل أحد شيئا ؟ !

The L Word : Generation Q